ناقش مؤثرون آلية التعامل مع المغرر بهم في صفوف الحوثي أو ما يطلق عليهم "المتحوثون" الذين سقطوا ضحايا في فخاخ الجماعة الظلامية، وساقتهم ظروفهم إلى الجبهات من أجل لقمة العيش، من أجل المضي قدما في استكمال القاعدة الجماهيرية وترميم الندوب وتنوير العقول وتجفيف منابع الحشد وجرف التربة التي تستند عليها أشواك الحوثي. مشيرين إلى أهمية توجيه خطاب إعلامي مؤثر باتجاه المغرر بهم، خاصة أن غالبيتهم باتوا ينتظرون اليوم الذي ينزاح فيه هذا الكابوس.
هكذا تصطاد جماعة الحوثي مناصريها
وانطلاقاً من تغريدة الكاتب اليمني عمار التام الذي خاطب المتحوثين قائلاً: "لا تيأسوا من أي يمني ساقته الظروف لمناصرة الحوثي.. لا بد من أن يأتي يوم يندم فيه على ما فعل ويكتشف سوء العدو ويكفر عن ذنبه. لا تيأسوا من إخوتكم المغرر بهم ولا توجعوهم بكلامكم، فالكلام العنيف مثل شوك الأكباد".
نظرة اليمنيين للمتحوثين
وحول نظرة اليمنيين إلى المغرر بهم الذين وجدوا أنفسهم في صف عدوهم، قال الباحث والكاتب الصحافي عادل الأحمدي: "هناك مشروع شرير لا ينبغي التهاون معه، وهناك مجرمو حرب سواء من الحوثيين أو غيرهم، ولابد أن يلقوا جزاءهم العادل بالجبهة أو بأروقة القضاء، وهناك قطاع من المغرر بهم إما بسبب الجهل أو الخوف أو الخديعة أو التأثر طمعا وحظوة ونفوذا".
وأضاف الأحمدي: "يجب أن نتفهم ظروف هؤلاء، هناك من التحق بجماعة الحوثي بدافع كيدي من قوى أخرى، وهناك من اغتر بشعارات جماعة الحوثي وأكاذيبها، وهناك من طمع في حظوة ونفوذ، وهناك من كان متروكاً لا أحد يلتفت إليه ولا أحد يعبّره، فأعطاه الحوثي بندقاً وبردقاناً ونقطة تفتيش وزاملا وملزمة".
تحصين الأجيال من المكائد
وحسب إفادة الأحمدي فإن فتنة الحوثي بدأت في العام 2004 أي قبل 18 عاماً، وخلال هذه الفترة نشأ جيل لم يتفتح وعيه السياسي والديني إلا على خطابات "السيد" وزوامل المسيرة وصرخات الأتباع. حيث استغل الحوثي جهل الكثيرين عبر خطاب ديني ملغوم، مشيراً إلى أن الشعب اليمني متدين بفطرته، وتستطيع بشعارات دينية أن تقوده إلى حتفه راضياً متحمساً، كما شدد الأحمدي على أهمية تحصين الأجيال من مكائد الحوثيين بجرعة كافية من التعليم الأساسي والجامعي".
سياسة التجهيل .. ومكر الآلة الإعلامية
وأكد نشطاء في إفادات رصدتها العربية.نت" أن آلاف المتحوثين يتحينون فرصة للانقلاب عن الجماعة والعودة إلى صف الدفاع عن الجمهورية.
وقال محمد الجبر إن "عودة المغرر بهم مرهونة مع عودة مؤسسات الدولة وبناء نظام وقانون يكفل حرية كل يمني ويعطيه كامل حقوقه".
ورأى خالد يمن أن "أكثر المتحوثين عانوا من سياسة التجهيل، ومن مكر الآلة الإعلامية للحوثيين، ومن قنوات الدول التي تساندهم".
ولفت بجاش الزريقي إلى أهمية "التربية السياسية للأجيال في المدارس والجامعات".
واعتبرت أمل عبدالملك أن "غالبية المغرر بهم أو المتحوثين سقطوا ضحايا لأجل الحظوة والنفوذ وفتات المال، لكنهم غير مقتنعين بخرافة السلالة والولاية التي لا يؤمن بها أي يمني حرّ وواع".
مراهقون في ركب الموت
وقال ماجد زايد إن "هناك مراهقين ومرغمين صغارا ذهبوا للقتال مع جماعة الحوثي لأجل سلة غذائية وثلاثين ألف ريال نهاية كل شهرين، ويموتون بالمئات، والانضمام إلى ركب الموت يكون أحيانان إجباريا"، مضيفا أنه "لا أحد من هؤلاء الصغار يريد الموت، لكنها عواطف متدفقة بفعل عوامل مؤقتة، وكل شيء في الحقيقة تحركه لقمة العيش".