مثّل الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار سياسي حامل لقضية شعب الجنوب في 4 أيار (مايو) لعام 2017 حدثاً تاريخياً لقضية شعب الجنوب اليمني، وصار بمثابة حجر الزاوية في مسيرة الحراك الشعبي السلمي نحو تحقيق أهداف الجنوبيين في استعادة دولتهم، والتخلص من القوى التقليدية اليمنية التي اجتاحت الجنوب، في حرب صيف عام 1994، التي أنهت دولة اليمن الجنوبية، وأدخلتها في وحدة اندماجية بالقوة مع دولة اليمن الشمالي.
ومنذ ذلك الوقت أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي جدارته كلاعب جديد على الساحة اليمنية، يحمل تطلعات وآمال شعب الجنوب، مقارنةً بكلّ الأدوات العتيقة والقديمة في الجانب الآخر، وبرز خصماً ومقارعاً شرساً لكلّ التنظيمات الإرهابية، وتنظيمات الإسلام السياسي، وأوّلها جماعة الإخوان المسلمين، والمعبّر السياسي عنها حزب التجمّع اليمني للإصلاح، وثانيها ميليشيا الحوثيين، وذلك من خلال ما حققه المجلس الانتقالي الجنوبي من مكاسب، سواء على الصعيد العسكري والأمني أو على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
تشكيل المجلس الرئاسي شكّل ضربة قاصمة وموجعة لجماعة الإخوان المسلمين، الذين كانوا يتخذون من الشرعية اليمنية غطاء سياسياً ورسمياً لهم .
وشهدت الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة تطورات سياسية وعسكرية ساعدت على صعود المجلس الانتقالي، وبروزه كلاعب وحليف دولي وإقليمي مهم، نظراً للمتغيرات الدولية وتأثيرها على الملف اليمني.