رفض يمني واسع لحصار الحوثي

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في مدينة تعز اليمنية للمطالبة برفع الحصار الحوثي ورفضا لتجزئة الهدنة

 

ونفذ نشطاء وإعلاميون وقفة احتجاجية في الخط المؤدي إلى "جولة القصر"، المنفذ الشرقي الرئيسي لمدينة تعز التي تقطعه مليشيات الحوثي منذ أكثر من 7 أعوام ونصف وذلك رفضا للالتفاف على فتح الطرق الرئيسية.

 

يأتي ذلك بعد يوم من إقلاع أول رحلة تجارية يمنية عبر مطار صنعاء الدولي عقب تنازلات من الحكومة المعترف بها دوليا لتخفيف المعاناة الإنسانية للسكان في مناطق سيطرة الانقلابيين ووفقا لمبادرة الهدنة الأممية.

 

وكان يفترض أن يتخذ الحوثيون خطوة مقابلة عبر فتح شريان رئيسي إلى مدينة تعز، لكن ذلك لم يحدث كما لم تسمِّ المليشيات الانقلابية ممثلين لها للحوار مع الحكومة اليمنية برعاية الأمم المتحدة لفتح المنافذ، وفق مصدر حكومي لـ"العين الإخبارية".

 

 

تعطيل حركة النقل وتجويع العاملين

دفع تعنت مليشيات الحوثي واستمرارها في فرض الحصار القاسي على مدينة تعز ناشطون وإعلاميون في المدينة تعز لتصعيد الاحتجاجات للمطالبة بفتح المعابر من قبل الحوثيين المدعومين إيرانيا.

 

وقال أحد المحتجين لـ"العين الإخبارية"، إن العشرات في هذه المدينة يلاقون حتفهم إثر قطع الطرقات من قبل مليشيات الحوثي وعبور المدنيين طرق مميتة للوصول لعائلاتهم.

وأضاف أن الحوثيين عطلوا عمل مئات العاملين في مركبات الأجرة الصغيرة التي لا تعبر الطرق الوعرة فضلا عن تدمير وقصف محطة تنظيم النقل في تعز إلى المحافظات المجاورة ما دفع نحو 10 آلف سائق لرصيف البطالة.

 

وأشار إلى أن سائقي المركبات باتوا في مرمى الجوع إثر قطع الطرقات ورفض الحوثيون نزع الألغام والعبوات وعدم تقديم أي تنازلات إنسانية منذ سريان الهدنة.

 

وتوجت الجهود الأممية بهدنة إنسانية لمدة شهرين تنتهي يوم 2 يونيو 2022 ورغم تضمنها إلى جانب خفض تصعيد العنف مباحثات لرفع حصار تعز المشدد كمطلب إنساني يمس حياة ملايين اليمنيين في هذه المدينة.

 

مراوغة حوثية جديدة

ورفضت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا فتح أي شريان حياة إلى مدينة تعز وسعت للمراوغة مجددا عبر الإعلان عن مبادرة من 3 شروط زعمت خلالها ضرورة أولا "إنهاء القتال" و"رفع المواقع" ثم "فتح الطرقات".

 

المبادرة التي أعلنتها المليشيات على لسان القيادي النافذ محمد علي الحوثي، اعتبرها ناشطون هروب للانقلابيين من تنفيذ أي التزام تجاه الشعب اليمني وامتداد لنسف الاتفاقات ونقضها والتقدم فور أي انسحاب للقوات الحكومية منذ حروب صعدة 2004.

 

وقال الناشط الحقوقي والسياسي صلاح الشرعبي لـ"العين الإخبارية"، إن حصار تعز جزء من الملف الإنساني الذي لايقبل التجزئة بحيث تفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ويتم إهمال حصار المدينة المستمر منذ 8 أعوام.

 

وأضاف الاحتجاجات الشعبية في تعز والوقفات المنددة بجرائم المليشيات تأتي "لتاكيد أهمية مطلبنا بفك الحصار على المدينة"، على حد قوله.

 

وأشار إلى أن استمرار حصار محافظة تعز من قبل الحوثيين هو استمرار لحرمان آلاف الطلاب من الوصول إلى جامعة تعز ومفاقمة معاناة المرضى الذين يريدون الدخول للمشافي وخاصة مرضى الفشل الكلوي والسرطان وغيره والضحايا لجريمة الحصار بالآلاف.

 

كما أن استمرار حصار تعز هو استمرار لعدم قدرة التجار على إدخال البضائع الأمر الذي ينعكس بزيادة أسعار السلع وتكلفتها الباهضة على اليمنيين.

 

وكانت دول مجلس الأمن والأمم المتحدة والحكومة اليمنية دعت مليشيات الحوثي، أمس الاثنين، بعد مغادرة أول طائرة يمنية مطار صنعاء للقيام بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام أهمها إعادة فتح الطرق في ⁧‫تعز⁩ الذي "أصبح أمراً ضرورياً ويجب أن يتم ذلك دون تأخير".

 

وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا ومجتمعيا، فهي العاصمة الثقافية للبلاد، وتضم القاعدة الأكبر للأحزاب اليسارية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع الحوثي والإخوان، ويحاصرها الانقلابيون منذ 7 أعوام ونصف بشكل قاسٍ ووحشي.