جهود دولية لحماية الهدنة في اليمن من انتهاكات الحوثي

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

قبل أسبوعين تقريباً من الموعد المحدد لانتهاء سريان الهدنة الأممية المطبقة في اليمن منذ أكثر من شهر، دعا محللون غربيون المجتمع الدولي، وفي القلب منه الولايات المتحدة، إلى تكثيف الجهود الرامية لتمديد الوقف المؤقت للمعارك، في ضوء إسهامه في إنقاذ أرواح آلاف اليمنيين، وفتحه الباب أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى عدد كبير منهم، رغم هشاشته بفعل انتهاكات ميليشيات الحوثي الإرهابية المستمرة له.

وأبرز المحللون ما تمخض عن الهدنة من إيصال إمدادات حيوية إلى الكثير من اليمنيين الذين أدت المعارك المتواصلة منذ أكثر من 7 سنوات إلى تردي أوضاعهم المعيشية والصحية.

وشدد المحللون على أن إسهام وقف إطلاق النار الحالي، في تخفيف الكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن، يؤكد أن الخطوة المهمة التالية، يجب أن تتمثل في السعي بجدية لتمديده إلى أجل غير مسمى، بما يقود لتهيئة الأجواء لإطلاق عملية سياسية شاملة، تفضي في نهاية المطاف إلى إنهاء الصراع الناجم عن الانقلاب الحوثي الدموي، على الحكومة الشرعية.

وتعكس الهدنة التي تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة، وبدأ تطبيقها في الثاني من إبريل الماضي، التصميم المتزايد من جانب قوى إقليمية رئيسة، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، على إسدال الستار على الحرب اليمنية، التي خلّفت حتى الآن نحو 400 ألف قتيل، بجانب ملايين المشردين والنازحين وطالبي اللجوء.

وبحسب محللين، تأتي الجهود المبذولة من جانب المملكة على هذا الصعيد، في سياق مساعي الرياض لتقليص التوترات الإقليمية، بما شمل انخراطها منذ أكثر من عام في محادثات مع إيران بوساطة عراقية، ومدها الجسور مع دول أخرى في المنطقة، بهدف تبديد أجواء فتور استمرت لسنوات.

وفي مقال نشره الموقع الإلكتروني لمعهد «بروكينجز للأبحاث» في واشنطن، أكد الباحث البارز بروس ريدل، أن الأولوية الملحة الآن على صعيد الملف اليمني، تتمحور حول بدء تسيير رحلات جوية تجارية، من شأنها السماح لليمنيين بالتواصل مع العالم، بما يتيح الفرصة لمن يعانون منهم من مشكلات صحية خطير.

وفي إشارة واضحة للانتهاكات الحوثية المتصاعدة لـ«هدنة الشهرين»، طالب ريدل، بأن يقود أي تفاهم محتمل على تمديد العمل بهذا الاتفاق، إلى وضع إطار عمل ذي طابع استراتيجي، يوفر الحماية للهدنة من أي خروقات.