بعد نحو شهر من الهدنة الثانية التي ترعاها الأمم المتحدة، يبدو أن مليشيات الحوثي الإرهابية المملوكة لإيران قد عقدت العزم على نسفها وانهاء حالة الهدوء النسبي، من خلال التصعيد والوعيد، الذي يقود فقط إلى إشعال الفتيل والعودة إلى مربع الاحتدام.
وتزامن التصعيد الحوثي الأخطر والأوسع ميدانيا خلال الساعات الأخيرة الماضية، مع تهديد و وعيد لقادة الجماعة يؤكد سعيهم لإنهاء صمت الآلة الحربية واستئناف المواجهات.
في أهم ما أفصحت عنه جماعة الشر اليوم الاحد، هو تهديدها باستئناف المعارك الميدانية بجميع الجبهات دفعة واحدة ، في حال عدم حل مشكلة الوضع الاقتصادي ودفع المرتبات، وفق التعبير الذي أطلقه أحد قيادييها.
وقال القيادي في الجماعة حسين العزي - على تويتر- "إذا لم تتحقق اتفاقات صادقة وواسعة وموثوقة وملموسة الأثر تشمل كل الجوانب الانسانية والاقتصادية بما في ذلك الإيرادات النفطية والغازية والمرتبات فأعتقد أنه لن يكون هناك مجال لأي تمديدات زائفة للهدنة".
وزعم أن الجميع سيكونون مع مقاتليه لاستئناف معارك ما سماها "التحرير والتحرر دفعة واحدة ودون أي توقف".
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد هدنة إنسانية في اليمن لشهرين، بعد انتهاء سابقة لها مماثلة بدأت في 2 أبريل/ نيسان المنصرم.
ومن أبرز بنود الهدنة، إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 7 سنوات، فيما فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، لكن الحوثيين يرفضون حتى اليوم فتح منافذ تعز الرئيسية ويشترطون طريقا فرعيا.
وتناغم تهديد "العزي" مع خروقات ميدانية أكثر حدة عن سابقاتها وشملت أكثر من جبهة ومحافظة.
في محافظة شبوة الجنوبية، تمكنت قوات أولوية العمالقة، الأحد، من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لجماعة الحوثي.
وقال المركز الإعلامي لقوات العمالقة، إن الألوية الجنوبية المتمركزة هناك أسقطت طائرة حوثية مسيرة بجبهات بيحان.
وأضاف أن جنديين، اصيبا نتيجة قصف لجماعة الحوثي استهدفت مواقع العمالقة بطائرة مسيرة في وقت سابق بجبهات بيحان.
وفي محافظة تعز قال المركز الاعلامي للجيش أن المليشيات فصفت منازل المواطنين في محيط جبل جرة.
وأوضح أنه تم اسقاط طائرة استطلاع حوثية محملة بالمتفجرات في الجبهة الشمالية للمدينة.
وذكر تقرير للمركز الإعلامي أن المليشيات ارتكبت 2778 خرقا منذ بدء سريان الهدنة الثانية حتى الخميس الماضي.
وفي مأرب، شنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش اليمني في جبهة ملعاء بمديرية حريب، جنوبي المحافظة.
وأدى الهجوم إلى مواجهات عنيفة في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد.
وبحسب مصادر الجيش اليمني، فقد تمكنت قوات الجيش من التصدي للهجوم وتكبيد الميليشيا خسائر مادية وبشرية.
بالتزامن مع الهجوم، شنت الميليشيات الإرهابية قصفاً مدفعياً مكثفاً على القرى والمناطق الآهلة بالسكان في المديرية.
ومن شأن تلك التطورات الميدانية والسياسية أن تقود إلى ماهو اكثر من مجرد إنهاء الهدنة، في الوقت الذي تأمل الأمم المتحدة والأطراف الدولية الراعية أن يكون اليمنيون قد بدأوا السير في طريق إنهاء النزاع الدامي والمكلف إقتصاديا وانسانيا.