اتهامات لخامنئي باستغلال كورونا سياسيا وقادة الحرس الثوري يقاتلون للرئاسة‎

عربي ودولي
قبل 5 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

تسود حالة من الجدل السياسي في إيران قبيل الانتخابات، بسبب ما تتداوله كثير من المصادر حول استغلال نظام المرشد الإيراني، علي خامنئي، لأزمة تفشي فيروس كورونا في إيران،لمصالحه السياسية والاقتصادية.

ولفت مراقبون إلى صراع جديد تشهده الساحة السياسية الإيرانية في مستهل الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط إصرار قيادات الحرس الثوري على الترشح بل والفوز برئاسة إيران.

وأشار تقرير لموقع "كلمة" المعارض، إلى أن مرشد النظام، علي خامنئي، يعمل على استغلال أزمة فيروس كورونا لأغراض سياسية واقتصادية خاصة، رغم تأزم الوضع الصحي وضرورة عمل مؤسسات الدولة على حل الأزمة.

وذكر التقرير أن الأزمة الصحية التي تشهدها إيران نتيجة تفشي فيروس كورونا، تضع نظام خامنئي بين خيارين، إما سلامة وأرواح المواطنين أو موقعه السياسي وثروته الاقتصادية، إلا أن خامنئي سيفضل إنقاذ أموال النظام على سلامة ومكانة المواطنين.

كورونا لم يغير سياسة خامنئي

كما نقل التقرير تصريحات للمعارض البارز أبو الفضل قدياني، الذي رأى أن "رسائل خامنئي التي يُطلقها في خطاباته وتصريحاته الأخيرة في ظل أزمة كورونا، لم تُشر إلى أي منهج جديد، سوى تكرار لسياسته التي تعتمد على الترويج لنظامه والتمجيد للأجهزة الأمنية التي تُمثل سواعده في القمع، دون النظر إلى تضحيات الطواقم الطبية في معركة الوباء".

ولفت قدياني إلى "أن استغلال خامنئي وقوات الحرس الثوري الإيراني لأزمة كورونا، دفع النظام للإسراع في عودة الأنشطة الاقتصادية، بهدف عدم توقف عجلة الأموال التي تضمن بقاء سلطة النظام، ضاربين التحذيرات الصحية بخطر عودة التجمعات على حياة المواطنين بعرض الحائط".

جريمة في حق الشعب

وفي تقرير آخر نشره "مجلس المقاومة الوطني" للمعارضة الإيرانية، انتقدت المعارضة "إقدام نظام خامنئي وحكومة حسن روحاني على الدفع بالمواطنين في هذا الوضع الصحي غير المسبوق بعد قرار عودة النشاط الاقتصادي"، واصفًا هذا القرار بـ "الجريمة في حق المواطنين".

وأكد التقرير أن "العديد من مستشاري النظام الإيراني حذروا من تبعات مخاطرة عودة النشاط الاقتصادي على الشارع والمواطن الإيراني، إلا أن خامنئي أصر على عودة الأنشطة والعمل لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية التي تلاحق نظامه".

ونقل التقرير عن زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، مريم رجوي، في تعليقها على موقف نظام خامنئي من أزمة كورونا: "إن نظام الملالي يسعى أن يظهر أن الوضع في حالة عادية، بينما خامنئي وروحاني يُلقيان بالشعب في مقبرة كورونا ولا قيمة عندهم لأرواح المواطنين".

إصرار الحرس على رئاسة إيران

أما عن تطورات الساحة السياسية الإيرانية رغم تصاعد أزمة كورونا، فتشير تقارير محلية إلى مساعي الحرس الثوري للدفع بمرشحين من قياداته للفوز برئاسة الجمهورية الإيرانية، من ضمنها تقرير لموقع "توسكا نيوز" التحليلي المحلي، الذي أكد أن القيادي بالحرس محمد باقر قاليباف، يصر على الترشح للانتخابات الرئاسية رغم فشله في الفوز بكرسي الرئاسة في ثلاث دورات سابقة.

وكانت تقارير لصحف إيرانية، قد كشفت مؤخرًا عن بروز اسم قاليباف، ضمن أكثر قيادات الحرس الثوري المحتمل طرحها كخيارات للحرس في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لا سيما وأن قاليباف قائد سابق للقوة الجوية للحرس الثوري، ورئيس الشرطة الإيرانية وعمدة سابق للعاصمة طهران.

وأعاد تقرير "توسكا نيوز"، التذكير بأن قاليباف فشل في النجاح في الانتخابات الرئاسية بعد ترشحه في أعوام 2005 و2013 وآخرها 2017 ، التي سعى فيها بعمل ائتلاف مزدوج مع المرشح الرئيس، حسن روحاني، بيد أنه فشل كذلك.

وأكد أن "قاليباف بذل قصارى جهده في الانتخابات الرئاسية، إلا أن انسحابه من الترشح في الانتخابات الأخيرة، بعد تصدر روحاني، يدل على أن هذا القيادي يسعى للحصول على موقعه في صورة تبدو أصعب".

لكن تقريرا آخر لموقع "فرارو" المحلي، لفت إلى إن القيادي بالحرس الثوري، محمد باقر قاليباف، بات اليوم على الساحة الإيرانية بين معركتين؛ إما مواصلة جولات الفوز برئاسة البرلمان أو التفرغ للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأشار تقرير موقع "فرارو"، إلى أن قاليباف الفائز بأحد مقاعد البرلمان الإيراني في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يواجه تحديات من قبل التيار المتشدد الذي يعمل على النفوذ بقوة في الساحة السياسية، لا سيما بعد سيطرة أغلب مرشحيه على البرلمان.

وأشار إلى أن أبرز أعضاء التيار المتشدد يعقدون مؤخرا جلسات مكثفة، بهدف التنسيق لما يُمكن اعتباره توزيع الأدوار والمناصب في البرلمان الجاري، حيث شددت هذه الجلسات على عدد من القرارات، كان أهمها أن من يترشح للفوز برئاسة البرلمان لن يطرح اسمه في الانتخابات الرئاسية.

التيار المتشدد ومساومة رجال الحرس

ولفت التقرير إلى أن أحد المرشحين البارزين لرئاسة كرسي البرلمان الإيراني، وهو السياسي كنعاني مقدم، أكد أن بإمكانه دعم قاليباف في معركة الفوز برئاسة البرلمان، ولكن بشرط أن يتعهد الأخير بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

بعكس اتهامات ترامب للصين.. كبير أطباء البيت الأبيض: كورونا نشأ طبيعيا لبنان يستدعي السفير الألماني لتفسير موقف برلين من حظر "حزب الله" كما نقل موقع "فرارو"، عن السياسي المنتمي للتيار الأصولي، ناصر أيماني، قوله إن "هناك نقطة مهمة، وهي أنه في حال فاز قاليباف برئاسة البرلمان، فلن يترشح شخصيا لرئاسة الجمهورية، ورغم تكاليف وتبعات هذا الأمر، إلا أنه ليس من الواضح أي طريق سيسلك قاليباف".

وكانت صحيفة "شرق" الإيرانية، قد كشفت في  تقرير سابق، عن أن عودة الشخصيات العسكرية من قادة الحرس الثوري إلى ساحة الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها إيران العام المقبل، يتم الترويج لها بشكل لافت في الإعلام الإيراني.

وذكرت الصحيفة أن "التكهنات تشير إلى عودة عدد من كبار قادة الحرس الثوري إلى ساحة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل، لافتة إلى أن "حالة التخبط التي يشهدها معسكر  الإصلاحيين وحتى الأصوليين، وانشغالهم بمعركة رئاسة البرلمان، تهيئ المناخ لصعود رجال الحرس الثوري على الساحة في خضم معركة الفوز برئاسة الجمهورية".