تحذيرات من عواقب وخيمة حال فشل التهدئة في اليمن

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

لا تكتفي ميليشيات «الحوثي» الإرهابية بمواصلة انتهاكاتها للهدنة السارية في اليمن منذ مطلع أبريل الماضي، بل إنها تصر على إجهاض مختلف الجهود الإقليمية والدولية، الرامية لترسيخ دعائمها، بما يتيح تمديدها لستة أشهر دفعة واحدة، بدلاً من شهرين فحسب، كما حدث مرتين من قبل.

وحجج العصابة «الحوثية» في هذا الشأن، تبدو بنظر خبراء الشأن اليمني، مثيرة للدهشة والسخرية معاً، فقيادات الميليشيات الانقلابية، تزعم أن مساعي الأمم المتحدة من أجل توسيع نطاق الهدنة، لا تعدو سوى «تدخل مقلق في الشؤون الداخلية»، وذلك في تجاهل سافر، لمواصلة «الحوثيين» على مدار السنوات الماضية، تلقي دعم سياسي وعسكري خارجي، يشكل وقوداً لحربهم العدوانية المتواصلة ضد الشعب اليمني، منذ انقلابهم على الشرعية في صنعاء بالقوة، في خريف عام 2014.

وأشار الخبراء في هذا الصدد، إلى مزاعم «الحوثيين» مؤخراً، لتبرير رفضهم التجاوب مع الجهود الأممية للتوصل إلى هدنة تستمر 6 أشهر، زاعمين أن تلك الجهود تنطوي على «تجاهل لسيادة اليمن واستقلاله واستقراره».

وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمنظمة «السلام العالمي»، شدد الخبراء على أن هذه المزاعم، هي التي تمثل أبرز العقبات التي تعوق وضع حد للحرب الطاحنة، التي أشعل الانقلاب «الحوثي» الدموي على الحكومة الشرعية اليمنية، شرارتها في البلاد قبل نحو 8 سنوات.

فموقف الانقلابيين الرافض لتدعيم الهدنة وإطالة أمدها، يفاقم الانقسامات، ويُذكي في الوقت نفسه النزعات الطائفية، كما يؤجج الصراعات، في ضوء أن استيلاء «الحوثيين» على السلطة في اليمن، حَوَّل هذا البلد، إلى ساحة للحرب.

ويعني ذلك أن الفشل في الإبقاء على الهدوء الحذر السائد حالياً في اليمن، يُنذر بعواقب وخيمة أوسع نطاقاً، ويثير مخاوف اليمنيين، من تجدد المعارك التي أودت خلال الأعوام السبعة الأخيرة، بحياة ما يُقدَّر بـ 377 ألف شخص، وجعلت قرابة 19 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ودفعت 80 في المئة من سكان البلاد، للاعتماد على المساعدات الإنسانية الدولية، لكي يتسنى لهم البقاء على قيد الحياة.

ورغم استمرار انتهاكات العصابة «الحوثية» للهدنة، خصوصاً على صعيد تشبث الانقلابيين برفض فك الحصار المضروب على تعز، فإن هذه التهدئة أثبتت، على هشاشتها، أنها كفيلة بتقليص أعمال العنف في اليمن، على نحو ملموس.

فمنذ بدء تطبيق الهدنة برعاية أممية قبل قرابة 5 أشهر، انخفض عدد الضحايا المدنيين جراء الاعتداءات «الحوثية»، بنسبة تزيد على 50 في المئة.

وشدد الخبراء على أن تمديد الهدنة الحالية لستة أشهر، على الأقل، كما تطالب الأمم المتحدة والقوى الغربية الكبرى، سيمثل تقدماً هائلاً، على طريق إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق المصالحة هناك، ويشكل كذلك السبيل الوحيد للمضي قدما باتجاه إرساء السلام الدائم وإطلاق عمليات إعادة الإعمار في هذا البلد.

فالانتقال من الهُدَن المؤقتة إلى تلك متوسطة المدى في اليمن، تفتح الباب أمام إطلاق عملية سياسية مرحلية متدرجة، تعزز فرص تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وتزيد احتمالات استئناف المفاوضات المجمدة منذ سنوات، بين مختلف الفرقاء هناك.