أشارت "الحرة" إلى أن الانفجار الذي ضرب منجما للفحم في شمال غرب تركيا، الجمعة، أعاد التذكير بالمآسي التي شهدها هذا القطاع المهني الخطر عبر السنوات، وراح ضحيتها الآلاف.
وأودى الانفجار، الذي وقع بمنجم بارتين في مدينة أماسرا التركية، الواقعة على البحر الأسود، بحياة 41 شخصا، بعدما أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه تم الوصول إلى العامل الأخير الذي كان محاصرا في المنجم.
وعزت نقابة عمال المناجم في تركيا الانفجار إلى تراكم غاز الميثان، لكن مسؤولين آخرين قالوا إنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات نهائية بشأن سبب الحادث. وسبق أن سجلت تركيا أكثر الحوادث المماثلة دموية في سوما، غربي البلاد، عام 2014، حين قتل 301 عامل داخل منجم فحم، بعد انفجار وحريق تسببا بانهياره. حوادث مأسوية ويظهر انفجار "سوما" بين أسوأ الحوادث المسجلة في تاريخ المناجم، لكنه لا يعد، رغم ضخامة عدد الضحايا، الأسوأ من نوعه، إذ يكتظ "السجل الأسود" لحوادث المناجم بوقائع شهدت سقوط ضحايا بأرقام مفجعة.
ويشير موقع "ThoughtCo" إلى كوارث أخرى، أكثر مأسوية، بينها ما جرى في منجم Benxihu للحديد والصلب. وبدأ العمل في هذا المنجم الضخم عام 1905، وكان أيامها تحت سيطرة مزدوجة صينية ويابانية، لكنه تحول إلى السيطرة اليابانية الخالصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وبات يعتمد على العمالة القسرية.
وفي 26 نيسان 1942، أدى انفجار غبار الفحم، وهو خطر شائع في المناجم تحت الأرض، إلى مصرع 1549 شخصا، كانوا تقريبا ثلث العمال المناوبين. واستغرق الأمر 10 أيام لنقل جثث الضحايا الذي كان جميعهم صينيين، باستثناء 31 يابانيًا. الأفدح في أوروبا في 10 آذار 1906، قتل انفجار غبار الفحم في منجم Courrières، شمالي فرنسا، ما لا يقل عن ثلثي العمال المتواجدين، وكان بينهم العديد من الأطفال. توفي 1099 شخصًا، بينما بقي 13 عاملا محاصرين لمدة 20 يومًا تحت الأرض قبل إنقاذهم، وثلاثة من هؤلاء كانوا تحت سن الثامنة عشرة.
وأثار الحادث المأسوي إضرابات غاضبة، فيما لم يتم تحديد السبب الدقيق لسبب اشتعال غبار الفحم، ولا تزال الواقعة أسوأ كارثة تعدين في تاريخ أوروبا. منجم ميتسوبيشي كارثة تعدين يابانية وقعت في 15 كانون الأول 1914، حين أدى انفجار غازي في منجم ميتسوبيشي هوجيو للفحم في كيوشو إلى مقتل 687 شخصًا، وهو الحادث الأكثر دموية في تاريخ اليابان.
لكن بلاد الساموراي ستشهد لاحقا مزيدا من المآسي المشابهة، ففي 9 تشين الثاني 1963، قتل 458 من عمال منجم ميتسوي ميكي الواقع بجنوب الأرخبيل، لفظ منهم 438 عاملا النفس الأخير من جراء التسمم بأحادي أكسيد الكربون، حسب ThoughtCo. ولم يتوقف هذا المنجم، وهو أكبر منجم فحم في اليابان، عن العمل حتى عام 1997. كارثة ويلزية حلت كارثة منجم سنغنيد الويلزي، في 14 تشرين الأول 1913، خلال ذروة حقبة إنتاج الفحم في المملكة المتحدة، وكان سببها على الأرجح انفجار غاز الميثان الذي أشعل غبار الفحم. بلغ عدد القتلى 439، مما يجعله أكثر حوادث الألغام فتكًا في المملكة المتحدة. كما كان ذلك الحادث الأسوأ بين سلسلة من كوارث المناجم ضربت ويلز خلال فترة ضعف إجراءات السلامة بين 1850 إلى 1930. مأساة.. وتمييز عنصري في 21 كانون الثاني 1960 وقعت أكبر كارثة منجم في تاريخ جنوب أفريقيا، إذ أدى تساقط صخري وقع بجزء من المنجم إلى حصار 437 عاملاً، توفي منهم 417 بسبب التسمم بغاز الميثان. وتمثلت مأساة أخرى، بحسب ThoughtCo، في أنه كان يمكن إنقاذ هؤلاء لولا عدم وجود تدريبات أو خطط معدة لحفر فتحات كبيرة تكفي لتخليص الرجال المحاصرين. وبعد الكارثة، تعاقدت هيئة التعدين في البلاد على شراء معدات حفر مناسبة، لكن أرامل عمال المناجم البيض حصلن على تعويضات أكثر من نظيراتهن أصحاب البشرة السوداء، بسبب التمييز العنصري الذي كان سائدا بجنوب أفريقيا.