أثارت واقعة اعتداء رجل أمن سعودي على معتمر مصري داخل المسجد الحرام، أمام زوجته، موجة غضب واستنكار واسعَين، بعد تداول مقطع مصور يوثق الحادثة التي كشفت مجددًا عن الأسلوب الفج والهمجي الذي يتعامل به بعض أفراد أمن الحرم مع زوار بيت الله الحرام، خصوصًا القادمين من خارج المملكة.
الواقعة بدأت حين طلب رجل الأمن من سيدة التحرك من مكانها، فتدخل زوجها المصري للدفاع عنها، لتندلع مشادة كلامية تطورت إلى اعتداء جسدي، دفع المعتمر إلى مطالبة زوجته بتوثيق ما يحدث قائلاً: "صوري، احنا بنتعامل بطريقة غير لائقة داخل الحرم".
المشهد أثار موجة من التعاطف والغضب، خاصة أن الاعتداء وقع في أقدس بقاع الأرض، حيث يُفترض أن يسود الاحترام والرحمة.
ورغم أن السلطات السعودية سارعت إلى إصدار بيان عبر القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، أعلنت فيه القبض على المعتمر بزعم "مخالفته للتعليمات"، إلا أن هذا الرد الرسمي بدا منحازًا ومكررًا في تحميل الزوار المسؤولية، دون أي إشارة إلى تجاوزات رجل الأمن أو التحقيق في سلوكه، وهو ما اعتبره كثيرون استمرارًا لنهج تحميل المعتمرين الخطأ بشكل تلقائي، في ظل غياب المحاسبة الداخلية.
هذه الحادثة ليست الأولى، بل تأتي ضمن سلسلة من المشاهد المؤسفة التي تكررت داخل الحرم، وتُظهر تعاملًا قاسيًا ومهينًا من بعض رجال الأمن مع المعتمرين والحجاج، تحت ذريعة "الالتزام بالأنظمة"، رغم أن كثيرًا من تلك الأنظمة تُطبّق بانتقائية، وتُستخدم أحيانًا لتبرير سلوكيات غير مهنية.
الواقعة أثارت انقسامًا واسعًا على منصات التواصل، بين من يبرر تصرف الأمن، ومن يطالب بمحاسبة المتورطين واحترام كرامة الزوار، خصوصًا أن الحرم المكي ليس ساحة أمنية بل مكان عبادة وسكينة، ويجب أن يُدار بروح المسؤولية والاحترام، لا بالعنف والاستفزاز.
في انتظار نتائج التحقيقات، يطالب كثيرون بإعادة النظر في آليات التعامل الأمني داخل الحرم، وتدريب العناصر على الاحترافية وضبط النفس واحترام الزوار، بدلًا من تحويل بيت الله إلى ساحة توتر لا تليق بمكانته ولا بقدسية من فيه.
أراذل السعودية يهاجمون مصر ويدافعون عن المجرم الذي اعتدى على معتمرة ومعتمر في البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.وحكومة السعودية قبضت على المعتمر.أبو جهل فكرة، والفكرة لا تموت. pic.twitter.com/nH2c6Rk4lW
— أحمد حسيني ???????? (@A_Hossainy) November 3, 2025






