شهدت مديرية دمت شمال محافظة الضالع، إقدام أحد سائقي مركبات نقل القات على إحراق سيارته بما تحمله من كميات كبيرة من القات، احتجاجًا على الجبايات التعسفية التي تفرضها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن السائق ويدعى عبدالرحمن، أضرم النار في سيارته عند إحدى النقاط التابعة للمليشيا في منطقة العرفاف جنوب مدينة دمت، عقب مطالبتهم له بدفع رسوم تجاوزت مليونًا وخمسمائة ألف ريال يمني مقابل مرور شحنته من القات، وهو مبلغ يفوق قدرته المادية، ما دفعه إلى اتخاذ هذا التصرف الصادم كوسيلة للاحتجاج على ما وصفه بـ ”الابتزاز الممنهج".
وأظهرت مقاطع مصوّرة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إقدام السائق على إحراق سيارته وسط ذهول المارة وتعاطفهم، فيما عبّر ناشطون عن تضامنهم معه، معتبرين الحادثة رسالة قوية تعبّر عن حالة السخط الشعبي من تصاعد الجبايات الحوثية المفروضة على مختلف الأنشطة التجارية دون أي مبرر قانوني أو اقتصادي.
وتحوّل الحادث إلى قضية رأي عام، إذ تصدّرت وسوم غاضبة منصات التواصل الاجتماعي، تدعو إلى إنهاء ما وصفوه بـ”النهب المنظّم" الذي تمارسه المليشيا بحق المواطنين، مؤكدين أن تلك الممارسات باتت تهدّد بانهيار ما تبقّى من الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة وتفاقم معاناة السكان في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
ويأتي هذا الحادث في وقت تتصاعد فيه شكاوى التجار والمزارعين وأصحاب وسائل النقل من الارتفاع المستمر في الضرائب والإتاوات المفروضة من قبل المليشيا في النقاط والمنافذ، الأمر الذي يدفع العديد منهم إلى إيقاف أعمالهم أو البحث عن بدائل في مناطق أخرى أكثر استقرارًا وأمانًا.






