تعرض ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت اليمنية الجمعة لهجوم بطائرتين مسيّرتين من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بالتزامن مع وصول سفينة NISSOS لتحميل مليونَي برميل من النفط الخام اليمني.
وأعلن محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي وقوع الهجوم الأول في الساعة 2:05 بعد الظهر بين السفينة والعوامة، والآخر في الساعة 2:20 دقيقة، وكان أكثر قرباً من السفينة.
وأوضح أنه "كان من المقرر أن تدخل هذه السفينة قبل أسبوع من اليوم ولكن نتيجة التهديدات بقيت في المياه الدولية"، مؤكداً وصول تحذيرات بهذا الشأن إلى وزارة النقل اليونانية التي أبلغتها إلى وزارة النفط اليمنية.
وأضاف: "لقد أبعدوا السفينة 12 ميلاً خارج المياه الإقليمية وتم إخراج كثير من العمال وإيقاف ضخ النفط الخام من شركة بترو مسيلة الى الميناء"، لافتاً إلى عدم وجود أضرار.
أطماع السيطرة
ويرى المحلل العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح أن هجوم الميليشيات الحوثية أمس "يؤكد أنهم لا يختلفون عن "الإخوان" و"القاعدة" و"داعش" في أطماع السيطرة على ثروات الجنوب أو تدميرها، وهم بذلك يهددون أيضاً مصالح إقليمية ودولية وأمن واستقرار المنطقة والتجارة العالمية".
وتابع: "لذلك عمل نظام 7/7 بشقيه العفاشي ثم الإخواني على فرض سيطرته المطلقة على هذا الميناء وعلى كل شؤون النفط والغاز الجنوبي"، مضيفاً أنه عندما تحرك أبناء حضرموت والجنوب لاستعادة الحقوق المنهوبة هدد الحوثيون باستهداف هذه المنشآت النفطية الجنوبية.
وقال إن "هجوم الحوثيين على ميناء الضبة يؤكد أنه حان الوقت للتعامل معهم كجماعة إرهابية مثلها مثل "الإخوان" و"القاعدة" و"داعش" والتنظيمات المشابهة".
وأعلنت الميليشيات الحوثية الجمعة، في بيان، تنفيذ ما وصفتها بـ"ضربة تحذيرية بسيطة" لمنع سفينة كانت تحاول "نهب" النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن.
وبحسب البيان الذي نشرته وكالة "سبأ" التابعة للميليشيات فإن "هذه الرسالة التحذيرية أتت منعاً لاستمرار عمليات النهب الواسعة للثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة أبناء الشعب، في ما يخص رواتب موظفيه وتحسين الجوانب الخدمية لهم".
الخيارات مفتوحة
من جانبها، أكدت الحكومة اليمنية أن "كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي الحوثي الذي استهدف ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت والتصعيد العسكري"، وطالبت كافة الدول باتخاذ "إجراءات صارمة وقوية لإدانة هذا العمل الإرهابي والنظام الإيراني المارق الذي يقف خلفه".
وحذرت الحكومة في بيان نشرته "سبأ"، أنه "في حال لم يتم العمل بشكل قوي وصارم لإدانة وتلافي تكرار هذا السلوك والفعل الإرهابي، فسيؤدي ذلك إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن وعلى إمدادات واستقرار سوق الطاقة العالمي".
وأوضحت أن "الهجمات الإرهابية الحوثية تشير بوضوح الى إصرار الميليشيا على تدشين مرحلة أكثر اجراماً من الحرب وأشد وقعاً على الأزمة الانسانية في اليمن وأكثر اضطراباً في امن الملاحة الدولية، وتكشف حقيقة موقف هذه الميليشيا الإرهابية من رغبة جهود المجتمع الدولي لاستعادة السلام بأي تكلفة".
في الوقت نفسه قال الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري إن "الإدانة لم تعد كافية للنزق الإرهابي الحوثي الذي لم يعد معه الحديث عن تمديد الهدنة مقبولاً".
وتابع: "المجلس الانتقالي يحتفظ بحقه في الرد على هذا الصلف وما يوازيه من تصعيد عدواني حوثي في جبهات المواجهة بالضالع ويافع وكرش"، مؤكداً أن الإدانة لم تعد كافية للتعامل مع التصعيد الحوثي.
وختم: "إن ميليشيا الحوثي الإرهابية تتمادى في عدوانها بالطائرات المسيّرة للمنشآت النفطية في محافظتي شبوة وحضرموت حيث استهدفت ليلتي 18 و19 تشرين الأول (أكتوبر) 2022 ميناء النشيمة في شبوه، وها هي الجمعة 21 تشرين الأول (أكتوبر) تستهدف ميناء الضبة لتصدير النفط في محافظة حضرموت بطائرتين مسيّرتين، مهددة بذلك المنشآت النفطية والملاحة البحرية في البحر العربي".
وفي 3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، دعا ما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى للميليشيات الحوثية مهدي المشاط "الشركات والكيانات ذات العلاقة بنهب الثروات السيادية اليمنية إلى التوقف الكامل عن عمليات النهب"، محمّلاً إياها "المسؤولية الكاملة في حال عدم الالتزام".