إذا غزت الصين تايوان... كيف ستتصرف الهند ؟

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا تناول موقف الهند من التنافس الصيني الأميركي والدور المحتمل الذي قد تلعبه نيودلهي إذا أقدمت الصين على غزو جزيرة تايوان.

 

وأشار المقال إلى أن الهند قد لا يكون باستطاعتها استعراض قوتها العسكرية شرق مضيق ملقا، لكنها من الناحية النظرية تستطيع القيام بأشياء كثيرة في حال تعرض تايوان للغزو.

 

 

ويرى كاتب المقال، هال براندز، وهو كاتب عمود في موقع بلومبيرغ، أن المسؤولين الأميركيين يأملون أن تسمح الهند للولايات المتحدة والدول المعنية بقضية تايوان باستخدام جزيرتي أندامان ونيكوبار اللتين تقعان في خليج البنغال الشرقي، لتسهيل فرض حصار على إمدادات النفط الصينية. كما يمكن للبحرية الهندية المساعدة في إبعاد السفن الصينية عن المحيط الهندي، وقد يلعب الجيش الهندي دورا أكبر من خلال إعادة جذوة التوتر في جبال الهيمالايا على الحدود الهندية الصينية وتشتيت انتباه بكين بذلك.

 

 

وقال إن الهند حتى لو لم تقدم دعما عسكريا، فإن بإمكانها الإسهام دبلوماسيا من خلال حشد إدانة لغزو تايوان في الدول النامية، علما بأن نيودلهي سبق أن اتهمت بكين علنًا بـ"عسكرة" مضيق تايوان خلال الأزمة التي أعقبت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/آب الماضي.

 

ولا غرابة في هذا الموقف -حسب الكاتب- فهناك مصلحة مباشرة للهند في بقاء تايوان مستقلة، فالصين التي تواجه تحديات أمنية على حدودها البرية والبحرية قد تنصرف إلى التركيز على تسوية خلافاتها الحدودية مع الهند عندما تنتهي من ضم تايوان، وفق المقال. وبخصوص قلق نيودلهي من هذا الاحتمال، ينقل الكاتب عن مسؤول هندي في شؤون الدفاع -لم يذكر اسمه- ترجيحه أن يتحول اهتمام الصين نحو الجنوب بمجرد حل مشكلتها في تايوان. ومع الاحتمالات السالفة الذكر، يشير الكاتب إلى أنه على الرغم من سعادة الحكومة الهندية بالدعم الذي تلقته من الولايات المتحدة للتعامل مع مشكلتها مع الصين والمتعلق بالخلاف بين البلدين بشأن الحدود في جبال الهيمالايا، فإنها ستكون مترددة جدا في رد الجميل لواشنطن من خلال القيام بما قد يجر عليها المتاعب في غرب المحيط الهادي.

 

 

ويرى الكاتب أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستقوم به الهند على وجه التحديد عند نشوب صراع في تايوان، لكن التقييم الأقرب للدقة قد يكون ما سمعه من دبلوماسي هندي مخضرم أخبره ذات مرة أنه قبل عقد من الآن كانت الهند ستلتزم الحياد إزاء أي صراع بشأن تايوان، لكنها اليوم قد تقف مع تايبيه والمعسكر الداعم للديمقراطية. وخلص المقال إلى أنه من غير المعروف ما سيكون عليه موقف نيودلهي بعد 5 سنوات أخرى من التوترات مع الصين والتعاون مع التحالف الرباعي المعروف اختصارا بـ"كواد".