�ال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية مع تحسن العلاقات بعد عزلة تجاوزت عشر سنوات، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
ووفقا لوكالة رويترز، جدد الوزير السعودي التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك.
وقال للصحفيين في لندن “الحوار من أجل معالجة هذه المخاوف ضروري. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك. لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”.
وستستضيف السعودية القمة العربية هذا العام. وردا على سؤال عما إذا كانت سوريا ستُدعى لحضور القمة، قال الأمير فيصل “أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك”.
وأضاف “لكن يمكنني القول… إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي، وإن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. وهذا يعني أنه يتعين علينا إيجاد سبيل لتجاوزه”.
وفي سياق التحرك على الصعيد السوري، كشفت تقارير صحفية روسية عن لقاء قريب سيجمع رأس النظام السوري “بشار الأسد” بنظيره الروسي “فلاديمير بوتين” في العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك من أجل بحث ومناقشة العديد من القضايا المهمة والمصيرية المتعلقة بالملف السوري.
وضمن هذا السياق، أشارت صحفية “فيدوموستي” الروسية نقلاً عن مصادر روسية مطلعة تأكيدها أن بشار الأسد سيجري زيارة إلى موسكو للقاء بوتين منتصف شهر مارس/ آذار الحالي.
ولفتت الصحيفة أن المصدر الذي سرب هذه المعلومة هو مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الروسية، منوهة أن الأسد وبوتين من المرجح أن يناقشا خلال اللقاء المرتقب مسائل حساسة وغاية في الأهمية بما يخص مستقبل الوضع في سوريا.
وبحسب محللين ومراقبين فإن “بوتين” من المحتمل أن يتخذ قراراً مفاجئاً ومصيرياً بشأن مستقبل ومصير “بشار الأسد” في ظل وجود العديد من العروض على طاولة بوتين بخصوص الحل النهائي في سوريا.
وأوضحت أن العرض العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والذي يتضمن خارطة طريق للتوصل إلى حل حقيقي وشامل في سوريا قد حظيت بتأييد من قبل القيادة الروسية، لاسيما أنها تضمن لموسكو مصالحها والمكاسب التي حققتها في سوريا خلال السنوات الماضية.
وبينت أن “بوتين” بحسب مصادر دبلوماسية سيدفع باتجاه تنفيذ البنود العشرة التي وضعتها “الرياض” بالتنسيق مع عدة دول عربية مثل الأردن ومصر والإمارات بخصوص حل الملف السوري.
ووفقاً للمصادر الدبلوماسية فإن “بوتين” سيناقش خلال الاجتماع القادم المرتقب الذي سيجمعه مع بشار الأسد كيفية وسبل تنفيذ خارطة الطريق التي ترعاها المملكة العربية السعودية.
كما أشارت إلى أنه في حال تعنت “الأسد” أو أبدى اعتراضاً على المبادرة العربية الجديدة للحل في سوريا، فإن “بوتين” سيجبره على المضي قدماً في هذا المسار، وذلك نظراً لأن القيادة الروسية تجد في هذه المبادرة فرصة جيدة قد لا تتكرر.
ونوهت أن موسكو ترى أن المبادرة العربية تلبي طموحاتها بدرجة كبيرة، لاسيما أنها لم تتطرق بشكل مباشر لمصير “بشار الأسد” وتركت الأمر مفتوحاً أمام تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالحل في سوريا كخطوة ثانية بعد تطبيع العلاقات بين دمشق والدول العربية بالكامل.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ديمتري بيسكوف” قد علق على أنباء زيارة “الأسد” إلى موسكو مؤكداً أن “بشار الأسد” ينوي زيارة ومقابلة “فلاديمير بوتين”.
وأوضح “بيسكوف” أن موعد الزيارة لم يتم تحديده بعد لأسباب أمنية، منوهاً أن الرئاسة الروسية عادةً لا تعلن عن جدول أعمالها لاتباعها قواعد أمان معينة في الزيارات الدولية.
وأضاف بالقول: “لسنا في عجلة من أمرنا، سنبلغ عن كل شيء في الوقت المناسب”، وذلك في حديث نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية يوم أمس.
تجدر الإشارة أنه وبالرغم من الأنباء التي تم تداولها على نطاق واسع خلال الساعات القليلة الماضية إلا أن نظام الأسد لم يعلق على هذه الأنباء سواءً بالنفي أو التأكيد.