محذرا من الأسوأ.. لماذا يريد ماكرون إخراج أوروبا من العباءة الأميركية والهرولة نحو الصين؟

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

تحت عنوان: "محذرا من الأسوأ.. لماذا يريد ماكرون إخراج أوروبا من العباءة الأميركية والهرولة نحو الصين؟"، جاء في موقع "الجزيرة":

 

 

رغم الدعم الأوروبي-الأميركي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار الجدل من خلال تصريحاته الداعية إلى تقليص الارتباط بأميركا وتجنب مواجهة الصين، فهل ينجح في تحقيق ذلك؟

 

 

 

تصريحات ماكرون جاءت خلال مقابلة صحفية، اعتبر فيها أن ما وصفه بالخطر الكبير بالنسبة لأوروبا، هو أن تجد نفسها تنجر إلى أزمات ليست أزماتها؛ ما سيمنعها من بناء استقلاليتها الإستراتيجية؛ وحذر من أن الأسوأ هو الاعتقاد بأن الأوروبيين يجب أن يصبحوا أتباعا في هذا الملف، وأن يستقوا إشاراتهم من أجندة الولايات المتحدة ورد الفعل الصيني المبالغ فيه، على حد وصفه. البحث عن الاستقلالية وعن ردود الفعل بخصوص هذه التصريحات، قال رئيس المعهد الأوروبي لدراسات الأمن والاستشراف إيمانويل ديبوي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/4/9)- إن فرنسا تذكّر بالوحدة الجغرافية للصين بعد رحلة ماكرون إليها، ولكن الأوروبيين اعتبروا أن تصريحاته مخيبة للآمال.

 

 

في حين اعتبر عضو مجلس الأمن القومي الأميركي الأسبق تشارلز كابشن أن موقف ماكرون نابع من رغبته في التميز وأن يلعب دور السيد ويستطيع التأثير في القضايا الدولية، كما يرغب في أن تكون أوروبا أكثر استقلالا عن أميركا على عدة جبهات، بما في ذلك حرب روسيا على أوكرانيا التي تركز فيها فرنسا على الحل الدبلوماسي والوساطة الصينية. وعن اختلاف أميركا وأوروبا في التعامل مع الصين، أوضح أنه في الوقت الذي تعمل فيه بعض الدول الأوروبية على خلق علاقات تجارية مع الصين، تعيش أميركا حالة من الحذر في تعاملها مع الصين، لأنها تمتلك مصالح إستراتيجية في منطقة المحيط الهادي وآسيا وهو ما يخلق بعض التوترات في مواقفها الصارمة ضد الطموحات السياسية للصين. وفي تحليل للموقف الفرنسي في علاقته بالحرب على أوكرانيا، أشار حسني عبيدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف إلى أن الدول الأوروبية في مرحلة هرولة للصين بدليل زياراتها المتتالية إليها، معتبرا أن ماكرون طرح مقاربة جديدة تعتمد على تفكيك الأزمات من خلال عدم الربط بين أزمة أوكرانيا والعلاقات مع الصين. ورأى أن ماكرون لا يريد صب كل الاهتمام على الحرب في أوكرانيا لأنها لا تمثل جزءا من الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنه وصل إلى قناعة مفادها أن الوصول إلى حل أزمة حرب أوكرانيا مرهون بضمان علاقات جيدة مع الصين، خاصة أن حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبي فاق 856 مليار دولار، ولذلك يدعو ماكرون لفصل العلاقات الصينية الأوروبية عن الحرب في أوكرانيا.