انتشرت بين شريحة واسعة في المجتمعات العربية مؤخرا ظاهرة الاحتفال بالطلاق، في مؤشر يعزوه مراقبون ومختصون اجتماعيون إلى التحولات الاجتماعية التي طرأت على العرب مؤخرا بسبب التأثر بالمجتمعات الغربية.
وهي ظاهرة دخيلة على المجتمعات العربية بدأت بشكل محدود جداً، غير أنها بدأت تلقى حاليا استحسان بعض النساء فيقمنها، في حين يحذر البعض من تفشيها وضرورة مقاومتها حتى لا تتحول إلى تقليد وعرف اجتماعي.
“حفلات الطلاق” وكاريكاتير فهد الزدجالي وفي سياق استنكاره لهذه الظاهرة رسم رسام الكاريكاتير العماني فهد الزدجالي، لوحة ظهر فيها قالب كيك وشموع وإلى جانبه ورقة كتب عليها عبارة “باركولي اتطلقت”.
كاريكاتير جريدة عمان اليوم .. برأيكم هل هذه الظاهرة وصلت الى السلطنة ؟ وما أسبابها ؟ pic.twitter.com/EfJcXaBUXi
— المجلس (@omaniyanews) August 24, 2023
وبدا عدد من المدعوات في الكاريكاتير الساخر، وهن يصورن الاحتفال بجوالاتهن التي بدا عليها قلوب حمراء وإلى جانب إحداها عبارة “ألف ألف مبروك حبيبتي “، وانتشرت في الأجواء نوت موسيقية دليل الفرح والبهجة.
وتباينت ردود وتعليقات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذه الظاهرة، متسائلين إن كان ذلك التصرف حرية شخصية أم رغبة في الانتقام.
وعلق صاحب حساب باسم “الحمد لله”: “من حقها تفرح مع نفسها ونحن لسنا ضد هذا ولكن الاحتفال –حفلة- بالطلاق فهذا ليس من عاداتنا ولا من ديننا”.
وأيد آخر هذه الظاهرة قائلاً: “إذا كان يؤذيها ولا يحترمها ولايقدرها وترى منه أياماً سوداء من حقها أن تحتفل والعكس صحيح”.
وعقب “محمد الزهراني” أن بيت النبوة كان فيه مشاكل عائلية كما لا يخفى فكيف بمن دونه”.
واستدرك :”نحن ننقد هنا التصرفات الخاطئة مثل الاحتفال بالطلاق أو التعيير بالمخالعة ونشوة الانتصار”.
وأضاف:” إذا كان القضاء اصدر حكمه، فوجب على الطرفين الرضا والتنفيذ ولكن كما قال الله تعالى في محكم تنزله :” ولا تنسوا الفضل بينكم”.
وفي السياق ذاته قالت مغردة عمانية: “من الأدب الرباني. قوله تعالى “ولاتنسوا الفضل بينكم.. الاحتفال بالطلاق تصرف غير ناضج والصواب هو تناسي الماضي والاستعداد للمستقبل”.
واستنكر “سعيد العامري” الظاهرة التي وصفها بغير الحميدة التي تخرج ممن غاب عنها الوازع الديني وعدم احترام وتقدير قدسية الزواج”.
واستدرك متسائلاً: “أين العقل والإيمان لدى من تعمل حفلة وكيكة في طلاقها”.
الطلاق في سلطنة عمان وتشير إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن اجمالي شهادات الطلاق المسجَّلة في سلطنة عُمان في عام 2021 بلغت 3 آلاف و837 بمعدل 10.5 حالة طلاق في اليوم الواحد، حيث ارتفعت حالات الطـلاق في عام 2021 بمقدار 411 حالة طلاق مقارنة بعام 2020.
ورغم أن الطلاق في غالب الأحيان يمثل الحزن وليس الفرح والابتهاج والاحتفال والتشهير به، لأنه معول هدم للأسرة وشتاتا لأفرادها إلا أن بعض المطلقات يعمدن للاحتفال به وكأنهن يحتفلن بالزواج أو التخرج أو عيد الميلاد على منصات التواصل الاجتماعي، بل وصل الأمر إلى تعمد البعض من النسوة إلى كتابة عبارة “فراقك عيد” بالخط العربي العريض.
