بقوة الحديد والنار .. “دولة إسلامية” تعلن استكمال سيادتها على كافة أراضيها

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أمس الأربعاء 20 سبتمبر ، إن بلاده استعادت سيادتها على كافة أراضيها بعد عمليتها ضد الانفصاليين المدعومين من أرمينيا في إقليم قره باغ.

وأضاف في سياق خطاب إلى الأمة، تناول العملية التي نفّذتها أذربيجان ضد الانفصاليين الأرمن لاستعادة النظام الدستوري في قره باغ، أن الجنود الأذربيجانيين أظهروا بطولة كبيرة في العملية العسكرية.

وقال:” حققنا نجاحات عسكرية كبيرة في جميع الاتجاهات خلال وقت قصير. دُمِّر جزء كبير من الجيش الذي نشرته أرمينيا بشكل غير قانوني في الأراضي الأذربيجانية ولم تسحبه بالكامل حتى الآن رغم التزاماتها”.

وأشار إلى أنه أصدر تعليمات لجميع القوات قبل العملية لمنع تعرض السكان الأرمن في “قره باغ” للضرر، وقال: “كما صدرت تعليمات بعدم إطلاق النار على البنية التحتية المدنية. الاحترافية والقدرات الفنية التي يتمتع بها جيشنا مكَّنتنا من إنجاز هذه المهمة بطريقة مشرّفة”.

وأكد أن الجيش الأذربيجاني قدَّم شهداء في العملية التي نفّذها لدحر الانفصاليين، وأضاف: “هؤلاء ضحّوا بحياتهم من أجل الوطن والحق والعدالة وسيادة أذربيجان، وستظل ذكراهم العزيزة حيَّة في قلوبنا دائماً”.

ولفت علييف إلى أنّ بلاده اشترطت لإيقاف العملية إلقاء القوات الأرمنية سلاحها ونزعه منها، ومغادرتها الأراضي الأذربيجانية.

وقال: “أبلغونا بأنهم قَبِلوا شروطنا خلال ساعات الصباح، وأُعلن وقف إطلاق النار الساعة 13:00”.

وأشار إلى مقتل أكثر من 300 مواطن إثر انفجار ألغام زرعتها قوات أرمنية منذ انتهاء حرب “قره باغ” في 10 نوفبر 2020.

وقال الرئيس الأذربيجاني: “في يوم واحد فقط أُنجزت جميع المهام وعوقب الإرهابيون في قره باغ، واستعادت أذربيجان سيادتها”، مشيراً إلى حدوث بعض الانتهاكات بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وأكد أن عملية مغادرة الجماعات المسلحة الأرمنية غير الشرعية مواقعها وتسليم أسلحتها قد بدأت، مشيراً إلى أن “العالم أجمع بما في ذلك الإدارة الأرمينية، يعلم أن قره باغ أراضٍ أذربيجانية”.

وبشأن موقف حكومة أرمينيا من العملية الأذربيجانية في “قره باغ” قال علييف: “أرمينيا أبدت كفاءة سياسية غير متوقعة أمس واليوم، ونحن نقدِّر هذا الأمر ونعده عاملاً مهماً. ما حدث سيكون له أيضاً تأثير إيجابي على عملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان”.

وعبّر عن أمله في أن تتيح “الخطوات التي اتخذناها ونتائج العملية إمكانية إزالة العقبة أمام مفاوضات السلام بشكل نهائي. وهذا من شأنه إيجاد واقع جديد وسلام طويل الأمد في منطقة جنوب القوقاز التي نقترح أن يقوم مستقبل دولها على أساس السلام والاستقرار والتنمية”.

وقال إن “ظهور وضع جديد في المنطقة أمر لا مفر منه. أنا متأكد من أن السكان الأرمن الذين يعيشون في قره باغ سيشهدون قريباً تغييراً نحو الأفضل، لأن نيتنا هي بناء حياة معاً على أساس السلام والتفاهم والاحترام المتبادل”.

وأضاف: “الأرمن في قره باغ سيتنفسون الصعداء بعد اليوم، فهم مواطنونا وليس بيننا وبينهم عداوة، واتهاماتنا موجَّهة إلى قادة النظام الإجرامي في الإقليم”.

وقال: “رغم كل المظالم وجميع الجرائم التي ارتكبها النظام الإجرامي، فإننا لم نَلُم الشعب الأرمني أبداً، واتهاماتنا موجَّهة لعناصر النظام العسكري وقادته، وسوف نقدمهم إلى العدالة، ونال بعضهم بالفعل العقوبة التي يستحقونها، وسينالها آخرون”.

وتعهّد علييف بضمان أذربيجان جميع حقوق أرمن “قره باغ” مثل التعليم والثقافة والانتخابات البلدية، وأوضح: “لم ولن يكون هناك تمييز ديني وقومي في أذربيجان، مستعدون لتنفيذ برامج اجتماعية مختلفة. لقد نشأت فرصة جديدة للمواطنين الأرمن الذين يعيشون في قره باغ، وعليهم ألا يفوّتوها”.

والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية إيقاف عمليتها ضد الإرهاب (الانفصاليون المدعومون من أرمينيا) في إقليم قره باغ، وتخلي المجموعات الأرمنية عن سلاحها.

وذكرت في بيان أن الطلب الذي قدمه ممثلو السكان الأرمن في قره باغ عن طريق قوة السلام الروسية أُخذ في الاعتبار، وجرى التوصل إلى اتفاق لوقف عملية مكافحة الإرهاب المحلية.

وأوضحت أن الاتفاق قضى بتخلي المجموعات المسلحة الأرمنية غير القانونية والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في قره باغ عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية، ونزع سلاحها بالكامل.

وجاء في الاتفاق أيضاً، حسب بيان وزارة الدفاع: “تنسحب الوحدات المسلحة الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية، وتُحل المجموعات المسلحة الأرمنية غير القانونية، وبشكل متوازٍ تُسلَّم كل الأسلحة والذخائر والمركبات الثقيلة”.

ولفتت الوزارة إلى أن الاتفاق أكد أن العمليات تجري بالتنسيق مع قوة السلام الروسية.

وفي السياق، ذكر بيان صادر عن إدارة الرئاسة الأذربيجانية، أنه سيُعقد اجتماع، الخميس، في مدينة يفلاخ مع ممثلي السكان الأرمن في قره باغ، حيث ستُناقش قضايا إعادة الإدماج.