مطالب بتحقيق مستقل مع الصين ومنظمة الصحة العالمية في أزمة "كورونا"

تقارير وحوارات
قبل 4 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

لا تزال الحرب الكلامية مستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين فيما يتعلق بفيروس "كورونا" المستجد، "كوفيد 19". ورأت مجلة "فورين أفيرز" أنه حان الوقت من أجل تحقيق مستقل في أزمة "كورونا"، وأن تتعلم منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء فيها من أخطائها. وقالت المجلة "ربما يكون وباء كورونا هو الصراع الواضح لهذا العصر، ولكن رد الفعل العالمي على الفيروس أصبح معلقا على تساؤل مهيمن: تريد الولايات المتحدة وأستراليا المحاسبة الآن: من السبب في انتشار الفيروس، ومحاولات الصين الأولية لإخفاء حقيقة الوباء، وتعامل منظمة الصحة العالمية المثير للجدل معه. وقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد تمويل منظمة الصحة العالمية التي تعاني بالفعل من أزمة مالية، انتظارا للتحقيق الذي سيفحص كيفية تعامل المنظمة مع الوباء. ومنعت الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع بيانا مشتركا لمجموعة العشرين، لدعم منظمة الصحة العالمية وتقديم موارد إضافية لها من أجل تنسيق التعاون الدولي ضد الوباء. وتفضل الصين والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إجراء تحقيق في وقت لاحق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش يوم 14 أبريل الجاري: "عندما نغلق تماما صفحة هذا الوباء، يجب أن يكون هناك وقت كي نصل إلى مراجعة شاملة كي نفهم كيفية ظهور وانتشار هذا الوباء بتلك السرعة المدمرة في جميع أنحاء العالم، وكيف كان رد فعل الأطراف ذات الصلة على هذه الأزمة". وتوافقت وزارة الخارجية الصينية مع هذا الطرح، وقالت في تغريدة على موقع "تويتر"، إن الدول التي تواجه الوباء يجب أن تساعد بعضها وتنسق جهودها بدلا من توجيه الاتهامات أو التحقيق مع أي منها. من جانبه، رحب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أبراهام غيبريسيوس بالتحقيق في أداء منظمته خلال الأزمة، ولكنه أكد أن التركيز يجب أن ينصب الآن على الوحدة وإنقاذ الأرواح وإيقاف "كوفيد 19". وذهبت المجلة إلى أن إيقاف الوباء الذي يضرب معظم أنحاء العالم يجب أن يكون الأولوية بالنسبة للجميع، ولكن تأجيل التحقيق المستقل في طريقة تعامل الدول والمنظمات الدولية تجاه الفيروس لن يؤدي إلى إبطاء انتشار الوباء، وتأجيل إطلاق مثل هذا التحقيق سيؤدي إلى حرمان منظمة الصحة العالمية وأعضائها من خلفيات قيمة يمكن أن تساعدهم في تحسين التعامل مع الوباء، وإنقاذ الأرواح.

وسيؤدي التأجيل أيضا إلى إعاقة التعاون الدولي في مجموعة الدول الصناعية السبع العظمى ومجموعة العشرين، ومنظمات دولية أخرى يحتاج الجميع إلى جهودها من أجل الوصول إلى أدوية ولقاحات لفيروس "كورونا"، ورفع حظر التصدير، والمعوقات الأخرى ذات الصلة بسلسلة الإمدادات العالمية للأقنعة الطبية والمعدات الشخصية الوقائية، من أجل تحقيق الهدف النهائي وهو النمو الاقتصادي العالمي مرة أخرى. دون تحقيق مستقل يملك المصداقية على المستوى العالمي، فإن كل دولة ستقوم بتحقيقها الخاص، وهو ما سيؤدي إلى المزيد من تسييس الوباء، وتصعيد التوترات الدولية. وأكد بعض الزعماء الدوليين وجود قصور في رد الفعل الدولي تجاه "كورونا"، ورد فعل منظمة الصحة العالمية على وجه الخصوص. وفي وصفه للعلاقة الوطيدة بينها وبين بكين، فإن نائب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو وصف منظمة الصحة العالمية بـ"منظمة الصحة الصينية". وختمت "فورين أفيرز" تقريرها بالقول: "ربما لا يكون تحقيقا مستقلا وعلميا في وباء كورونا كافيا لإقناع كل الحكومات والقادة بوضع أولوية دحر الفيروس على حساب تسجيل انتصارات سياسية، ولكن مثل هذا التحقيق يمكن أن يساعد في تحسين رد الفعل ضد الفيروس الآن وفي المستقبل، ويمكن أيضا أن يجبر الدول التي تهاجم منظمة الصحة العالمية الآن على التراجع عن لهجتها الهجومية، والبدء في تقديم اقتراحات إصلاحية ذات مصداقية".