أعطت حكومة الحرب الإسرائيلية الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات الرامية إلى تحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة حيث واصل الجيش الإسرائيلي الخميس عملياته العسكرية وغاراته الجوية في الشمال والجنوب.
وفي السياق، قال مصدران أمنيان مصريان اليوم الخميس إن مصر لا تزال ملتزمة بالمساعدة في التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة رغم التشكيك في جهود الوساطة التي تبذلها، وأضافا أن القاهرة على اتصال بإسرائيل لتحديد موعد لجولة محادثات جديدة. وهددت مصر أمس الأربعاء بالانسحاب من دور الوساطة في ظل توتر متعلق بتعثر أحدث جولة محادثات والتوغل العسكري الإسرائيلي في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وقال المصدران إن الوسطاء المصريين تلقوا اتصالات هاتفية من مسؤولين أمنيين إسرائيليين أمس واليوم شكروا فيها القاهرة على دورها. وعبر المصريون خلال الاتصالات عن رغبتهم في استكمال المفاوضات حول غزة، واتفقوا على تحديد موعد للمحادثات.
وليام بيرنز
بيرنز يُحاول مُجدداً
إلى ذلك، قال موقع "واللاه نيوز" العبري نقلاً عن مسؤول أميركي، أن "رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز سيلتقي في أوروبا خلال الأيام المقبلة مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة (الموساد) دافيد بارنياع لمحاولة إحياء محادثات إطلاق سراح الرهائن في غزة". ووفق المسؤول الأميركي، فإن "هناك احتمالاً أن يشارك مسؤولون قطريون ومصريون أيضا في الاجتماع، لكن هذا الأمر لم يتم تأكيده بعد".
وتوقفت المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر بين إسرائيل وحركة "حماس" في مطلع أيار (مايو) والتي تدور حول هدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر تشمل الافراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية. وتعثرت المفاوضات على وقع تصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة وتمسك من جانب "حماس" بوقف إطلاق نار دائم.
وجاء القرار الحكومي الاسرائيلي غداة نشر شريط فيديو يظهر لحظة خطف مقاتلين من حركة "حماس" جنديات إسرائيليات في 7 تشرين الأول (أكتوبر) خلال هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب.
وكانت عائلات الجنديات الإسرائيليات الخمس المحتجزات رهائن في غزة سمحت بنشر الصور الأربعاء، وهي لقطات مأخوذة من كاميرات "غو برو" كانت مثبتة على رؤوس مقاتلين من "حماس" خلال الهجوم.
وتظهر الشابات في اللقطات، وبعضهن وجوههن ملطخة بالدماء، يجلسن على الأرض في ملابس النوم وأيديهن مقيدة خلف ظهورهن.
وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان أن "اللقطات تظهر المعاملة العنيفة والمهينة والصادمة التي تعرضت لها الجنديات يوم خطفهن".
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منشور عبر تطبيق "تلغرام" مساء الأربعاء أن "هذه اللقطات ستعزّز تصميمي على المضي قدما بكل قواي حتى يتم القضاء على حماس للتأكد من أن ما شاهدناه الليلة لن يتكرّر أبدا".
وقال مكتبه في بيان في وقت لاحق إن ذلك دفع حكومة الحرب إلى الطلب من فريق التفاوض الإسرائيلي "مواصلة المفاوضات من أجل عودة الرهائن".
وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغط كبير من الداخل للإفراج عن الرهائن الذين كان عددهم 252، ولا يزال 124 منهم اليوم محتجزين، وتوفي 37 منهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
كما تأتي هذه التطورات في وقت تزداد الضغوط على إسرائيل من الخارج.
فقد أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج الأربعاء أنها ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 أيار (مايو)، على أمل دفع دول أخرى إلى القيام بالمثل.
وترفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية.
واعتبر نتنياهو أن الاعتراف بدولة فلسطين "يشكل مكافأة للارهاب".
ويشكّل هذا الإعلان نكسة جديدة لإسرائيل بعد طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان قبل أيام إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع يؤآف غالانت بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في قطاع غزة.
وشمل طلب المدعي العام أيضا إصدار مذكرات توقيف في حقّ قادة "حماس".