يقف المواطن اليمني أحمد سالم ذو الـ 47 عاماً أمام بوابة سوق المواشي في مدينة المنصورة، عدن، لساعات طويلة ويعود دون أن يحصل على كبش العيد بما يناسب قدرته الشرائية وحاجة أطفاله.
يقول سالم لـ"النهار العربي": "كما ترون أقف كل يوم أمام هذه البوابة لعلي أجد كبشاً للعيد بما يناسب ما معي من مال، وقد استغرقت شهرين في تجميعه. لدي 100 ألف ريال يمني (58 دولاراً)، حاولت جاهداً توفيرها من عمل يدي في أحد مطاعم عدن".
انتظار بلا طائل وتابع: "لم أجد خلال أسبوع كامل من الانتظار هنا كبشاً يصلح أضحية من الناحية الشرعية بهذا المبلغ، وقد اضطر لشراء أي نوع من الكباش، أو أكتفي ببعض اللحوم للأطفال كي لا أحرمهم فرحة العيد".
حال أحمد كحال آلاف اليمنيين الذين باتوا لا يستطيعون توفير أدنى متطلبات الحياة الضرورية، فضلاً عن توفير كباش العيد وملابسه وجعالة العيد (الزبيب، اللوز، الفستق، الشكولاتة) وعسب العيد (العيدية).
ضاعف استمرار الحرب اليمنية من تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي باتت تهدد ثلثي المجتمع اليمني بالمجاعة، فضلاً عن انتشار الأمراض والأوبئة التي باتت تحصد أرواح المئات.
أما مصطفى الحسني فحالته لا تشبه حال أحمد سالم، فقد أصبح لا يستطيع توفير أدنى متطلبات أسرته من القوت الضروري، فضلاً عن توفير احتياجات العيد الأخرى كما يقول لـ"النهار العربي".
قبل 2015 يتابع: "قبل عام 2015 كنت أقوم بشراء أفضل الأضاحي وألبس أطفالي من أجود الملابس في المدينة، إذ كنت أتقاضى مرتبي الشهري في موعده، وكانت العملة المحلية قوية".
واعتاد اليمنيون إحياء المناسبات الدينية خصوصاً الأعياد بنوع من البذخ وشراء الملابس الجديدة وكباش العيد، فضلاً عن توفير جعالة العيد الشهيرة في اليمن.
تبدل حال اليمنيين منذ اندلاع الحرب في آذار (مارس) 2015 الى حياة البؤس والشدة، ومن سماع أصوات التكبير الى أصوات الرصاص والبارود.
يقول رئيس تحرير موقع "منبر عدن" الصحافي فواز الحنشي إن "حالة البؤس الشديد التي وصل اليها المواطن اليمني لا تحتمل. ثمة ارتفاع جنوني في الأسعار مقابل هبوط مستمر للعملة الوطنية، من دون أن تحرك الجهات المسؤولة شيئاً تجاه المواطن الذي بات عاجزاً أمام متطلبات الحياة الكريمة".
أسعار المواشي وتتوزع أسعار المواشي الخاصة بعيد الأضحى ما بين 150 ألف ريال (88 دولاراً) إلى 300 ألف للماعز المستورد من دول أفريقية، وهو غير مفضّل لدى كثير من اليمنيين، بينما تختلف أسعار الأضاحي المحلية ما بين 200 ألف الى 500 ألف ريال يمني للأضحية الواحدة.
ويمثل عيد الأضحى أسوأ أزمة تواجه اليمنيين خلال العام، لأنه يأتي مصاحباً لمتطلبات عديدة تُرهق كاهلهم، حتى وإن لم يوفروها بالقدر الذي كانوا عليه قبل الحرب مع تراجع القدرة الشرائية.