تبعات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر.. شركات عالمية تعاني وموانئ في طريق الإفلاس

محليات
قبل 4 أشهر I الأخبار I محليات

 بدأت تبعات التصعيد الجاري في البحر الأحمر جرّاء الهجمات الحوثية على خطوط الملاحة التجارية تتوسّع لتشكّل كارثة لفاعلين دوليين كبار في مجال الشحن البحري، بينما تنظر الجماعة وكافة مكونات محورها الإقليمي الذي تقوده إيران، إلى تعاظم الخسائر الناجمة عن تلك الهجمات باعتبارها “شهادة” لها بفاعلية ما تقوم به تحت عنوان دعم قطاع غزّة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي تنتمي لذات المحور.

وتتغاضى الجماعة ومحورها بهذا الموقف عن واقع أن للتصعيد في البحر الأحمر تبعات على اقتصادات دول وشعوب عربية وإسلامية، وانعكاسات مباشرة على اليمنيين أنفسهم الذين يعانون مشاكل يومية يرتبط بعضها بشكل مباشر بحالة التصعيد في الممرات البحرية المحاذية لليمن وتأثيره على حركة التجارة وتدفق السلع والمواد الأساسية.

 

وقالت مجموعة ميرسك الدنماركية للشحن، الأربعاء، إنّ نطاق الاضطرابات التي تشهدها حركة الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر اتسع بما يتخطى مسارات التجارة في الشرق الأقصى وأوروبا ليشمل كامل شبكتها في العالم.

 

وجاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر صحفية إسرائيلية أن ميناء إيلات بات مغلقا بشكل شبه كامل بسبب الهجمات الحوثية على السفن. وعلى الطرف المقابل أثنى الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان على الهجمات الحوثية في البحر الأحمر. وقال في اتصال هاتفي مع مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين إنّ “اليمنيين دخلوا هذه المعركة بكل شجاعة، وبالتأكيد فإن الشعب الإيراني والشعوب الحرة تثمّن ما قام به اليمن في ظل هذه الظروف الصعبة”.

 

 

وحولت ميرسك وشركات شحن أخرى مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا منذ ديسمبر الماضي لتجنب الهجمات التي يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران في البحر الأحمر، مما أدى إلى زيادة مدة الرحلة وبالتالي ارتفاع تكاليف الشحن.

 

نطاق الاضطرابات التي تشهدها حركة الشحن اتسع بما يتخطى مسارات التجارة في الشرق الأقصى وأوروبا ليشمل كامل شبكتها في العالم

 

وحذرت الشركة من أن الأشهر المقبلة ستكون أصعب مع استمرار اضطرابات الشحن في البحر الأحمر. وقالت الأربعاء في بيان إنّ “التأثير المتتالي لهذه الاضطرابات يمتد إلى ما هو أبعد من الطرق الرئيسية المتضررة، مما يتسبب في ازدحام على المسارات البديلة ومراكز عبور وتوقف أساسية للتجارة مع أقصى شرق آسيا وغرب آسيا الوسطى وأوروبا”.

 

وأشارت إلى أنّ “الموانئ في أنحاء القارّة الآسيوية بما يشمل سنغافورة وأستراليا وشنغهاي باتت تعاني من تأخيرات في عملياتها بسبب إعادة توجيه مسارات السفن واضطراب الجداول الزمنية جرّاء تداعيات ما يحدث في البحر الأحمر”. وعلى سبيل المثال، قالت ميرسك إن شبكتها في أوقيانوسيا تضررت بسبب الازدحام في الموانئ في جنوب شرق آسيا الناتج عن نقص في المعدات والضغوط التي تواجهها القدرة الاستيعابية بسبب ما يحدث في البحر الأحمر.

 

وتابعت قائلة “التأخيرات في مراكز رئيسية في جنوب شرق آسيا تشكل خطرا لأنها قد تتسبب في اضطراب بموانئ أسترالية ناتج عن تكدس السفن عند وصولها، مما يزيد من أوقات انتظار السفن والمزيد من التأخيرات”. وأضافت “اتسع نطاق تأثير الازدحام والاضطرابات لما هو أبعد من تلك المراكز ليشمل موانئ في شمال شرق آسيا والصين الكبرى، مما تسبب في حدوث تأخيرات إضافية”.

 

وذكرت أن الطلب العالمي على الشحن عبر المحيطات لا يزال قويا وأن المجموعة تعمل على الحد من الاضطرابات والعراقيل التي يتعرض لها العملاء من خلال عدة إجراءات منها توفير حاويات شحن إضافية. وأوردت توقّعات متشائمة باستمرار الاضطرابات مشيرة إلى استعدادها لذلك من خلال تعديل شبكاتها وإستراتيجياتها للإمداد بما يتناسب مع الوضع.

 

وعلى نطاق أقرب إلى بؤرة التوتّر يشهد ميناء إيلات جنوب إسرائيل إغلاقا شبه كامل منذ بدء جماعة الحوثي باستهداف السفن في البحر الأحمر قبل ثمانية أشهر، ما دفع مالك الميناء للتلويح بتسريح نصف العمال إن لم يتلق مساعدة مالية من الحكومة. وقالت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، الأربعاء، إن الميناء كان خلال العامين السابقين لاندلاع الحرب نقطة الدخول الرئيسية للسيارات إلى إسرائيل وشهد سنة 2023 وصول 150 ألف سيارة، بينما لم تصل أيّ سيارة عبر الميناء في العام 2024.

 

وفي خطوة لمعالجة الوضع في ميناء إيلات، قالت الصحيفة إن رئيس مجلس إدارة الميناء ومالكه آفي هورميرو وجّه رسالة إلى وزيرة المواصلات ميري ريغيف طالب فيها بعقد اجتماع عاجل بشأن الميناء الذي قال إنه في "وضع حرج"، محذّرا من أنّه لم يعد أمامه من خيار سوى البدء بتسريح العدد الأكبر من العمال والاحتفاظ بالأساسيين منهم فقط.