في تطور خطير، فشلت مليشيات الحوثي الإرهابية في استهداف ناقلتي نفط بالبحر الأحمر خلال أقل من 24 ساعة ، في تكرار لهجوم سابق وقع أواخر الأسبوع الماضي.
تعرضت سفينة شحن تجارية، خلال الساعات الماضية، لهجوم إرهابي شنته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أثناء مرورها في مياه البحر الأحمر، قبالة ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الميليشيات غربي اليمن.
وكشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) في بلاغات لها اليوم الثلاثاء بأنها تلقت تقارير عن وقوع هجومين بحريين، قبالة ميناء الحديدة في اليمن، الأول على بُعد 63 ميلاً بحرياً، والثاني على بُعد 97 ميلاً بحرياً.
موضحة بأنها تلقت خلال مساء أمس الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء، تقارير عن تعرض سفينة تجارية لثلاث هجمات على بعد 63 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة ، اتضح لاحقاً انها ناقلة نفط تدعى (DELTA ATLANTICA).
كما اوضحت بأن قبطان السفينة أبلغ عن وقوع انفجار أول على مسافة من السفينة، ثم "لوحظت مركبة صغيرة في المنطقة المجاورة تتصرف بشكل مريب وتومض أضواء باتجاه السفينة، وفي وقت لاحق وقع انفجار ثانٍ على مقربة منها".
في حين كشف ناشطون بان هذا الهجوم الثاني الذي تعرضت له ناقلة النفط من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية كان باستخدام الغام بحرية ، وهي أول مرة تستخدم فيها المليشيا هذا السلاح بهجماتها ضد السفن التجارية.
وفجر اليوم الثلاثاء أفاد الربان بأن السفينة تعرضت لهجوم ثالث بواسطة مركبة سطحية غير مأهولة (زورق حوثي مُفخخ)، وقال بأنه تم تعطيلها بنجاح ، مضيفة بأنه تم الإبلاغ عن سلامة السفينة وطاقمها، وأنها تتجه إلى ميناء التوقف التالي.
واليوم الثلاثاء ، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) بأن قبطان سفينة تجارية أبلغ، الثلاثاء، عن وقوع انفجار في محيط السفينة على بعد 97 ميلاً بحرياً شمال غرب الحديدة، غير أن "السفينة وطاقمها آمنون ويتجهون نحو الميناء التالي".
وبحسب تقرير تفصيلي للهيئة ، جاء الهجوم الأخير تعرضت له السفينة (ON PHOENIX) وهي ناقلة نفط تحمل علم بنما ، وكانت في طريقها نحو قناة السويس قادمة من ميناء الأحمدي بالكويت ، وفق ما تظهره بيانات مواقع الملاحة العالمية.
ويعد هذا الهجوم هو ثالث هجوم فاشل من قبل مليشيا الحوثي ضد ناقلة نفط بالبحر الأحمر خلال أقل من أسبوع واحد ، حيث فشلت المليشيا يوم الخميس في استهداف ناقلة النفط الخام (DELTA BLUE) لأربع مرات وعلى دفعتين ، مستخدمة 3 أنواع من الأسلحة.
وبحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) ، فقد المليشيا مساء الخميس مهاجمة الناقلة على بعد 45 ميلا بحريا جنوب المخا بقذائف آر بي جي اطلقها مسلحون على متن مركبتين صغيرتين الا أنها انفجرت على مقربة من السفينة ، لتعاود المليشيا استهداف الناقلة ثلاث مرات فجر وصباح الجمعة قبالة ميناء الصليف بمحافظة الحديدة والخاضع لسيطرة المليشيا.
وجرت محاولة استهداف الناقلة من قبل المليشيا مرتين بصاروخ بالستي الا أنهما سقطا بالبحر بجوارها، وفي المرة الثالثة حاولت المليشيا الحوثية مهاجمة الناقلة بواسطة زورق مفخخ ، الا أن فريق الأمن المسلح التابع للناقلة أطلق النار على الزورق المفخخ لينفجر بعد ذلك على مسافة من السفينة.
اللافت في هذا السياق ان هذا الهجوم سبقه بيومين ، ما كشفته قناة "المسيرة" التابعة للمليشيات الحوثية عن بيانات تفصيلية لحصيلة الهجمات التي شنتها المليشيا ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولاً الى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
وبحسب القناة الحوثية ، أقرت المليشيات بأنها هاجمت 28 ناقلة نفط ومواد كيماوية من أصل 170 سفينة تجارية هاجمتها منذ نوفمبر من العام الماضي ، وحتى أواخر يوليو الماضي.
ورغم فشل كل هجمات مليشيا الحوثي على ناقلات النفط والمواد كيماوية الا أن ذلك لا يُلغي الخطر الذي تمثله هذه الهجمات ، في حالة نجاحها مستقبلاً في إصابة ناقلة نفط وتسرب ما تحتويه الى البحر الأحمر او خليج عدن.
وبحسب مختصين بالملاحة البحرية ، فأن ناقلات النفط التي تمر عبر خليج عدن والبحر الأحمر ، هي من الحجم المتوسط ، وهو حجم ناقلات النفط التي تمر من باب المندب والبحر الأحمر لتمكنها من عبور قناة السويس ، وتتراوح حمولتها بين نصف مليون و مليون برميل.
ما يعني ان نجاح مليشيا الحوثي في استهداف أي ناقلة نفط مستقبلاً وتسرب حمولتها الى البحر ، سيخلق كارثة بيئية يمكن ان تعادل حجم الكارثة التي كانت تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من حدوثها جراء إصرار المليشيا على منع تفريغ خزان صافر المتهالك والقابع بالقرب من سواحل الحديدة ، ورفضت المليشيا تفريغه منذ عام 2015م ، وقبلت بذلك منتصف العام الماضي.
وأصرت المليشيا لثمان سنوات على رفض تفريغ خزان صافر الذي كان يحتوي على 1.14مليون برميل نفط ، على الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من ان انفجار او تسرب النفط من الخزان يمكن ان يتسبب بواحدة من أكبر الكوارث البيئية في العالم.
وحذرت دارسة سابقة للأمم المتحدة من أن كارثة صافر في حالة حدوثها ستكون أكبر بأربع مرات من تسرب النفط الذي وقع للناقلة إكسون فالديز عام 1989 ، ما سيجعل كارثة خزان صافرة مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ.
وحذرت الدراسة الأممية حينها من ان تسرب النفط من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيحرم مئات الالاف من العاملين في مجال الصيد مصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها ، وأن الأمر سيستغرق أكثر من 25 عاماً لاسترداد مخزون الأسماك ، مقدرة تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي