شهيد الجنوب الأشم وفارس المعارك المقدم محمد علي صالح الحميدي: رمزً للصمود وناراً لا تنطفئ

محليات
قبل 5 أيام I الأخبار I محليات

في ظل معركتنا ضد الغزاة المعتدين نستعرض تضحيات شعب الجنوب وأحد هاماته الوطنية ورموزه الذين سطعت إنجازاتهم وبرزت انتصاراتهم لتسطر أروع الأمثلة كتبها التاريخ وشهدت له ميادين الشرف والبطولة.

 

استشهاد المقدم محمد علي صالح الحميدي: بعد تسع سنوات من النضال والتصدي البارز للغزاة المعتدين.

 

استشهد اليوم المقدم محمد علي صالح الحميدي، أحد أبرز القادة العسكريين، بعد مسيرة نضالية استمرت تسع سنوات من التصدي لغزو الحوثي ودفاعه المستميت عن الوطن والأرض والعرض. كان المقدم نموذجاً للقائد العسكري الذي وضع وطنه وشعبه في المقدمة، تاركاً إرثاً عريضاً من الإنجازات والتضحيات البطولية.

 

 

الإنجازات العسكرية الوطنية للمقدم وبطولاته التاريخية: 2015: مقاومة الغزو الحوثي في محافظة الضالع تكللت بالنصر والتمكين: كان المقدم من أوائل رجال المقاومة الجنوبية الذين تصدوا للغزو الحوثي في محافظة الضالع (مصنع الرجال وعرين الأبطال الوطنيين). في هذا العام، بدأ المقدم مسيرته العسكرية مدافعاً عن الوطن ضد غزو مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذي شكل فيه مع أخوته في المقاومة الجنوبية في الضالع صموداً مذهلاً وانتصاراً ساحقاً جعلها تستحق لقب بوابة الجنوب ومفتاح النصر للشعب الجنوبي.

 

2016: تقدم المقدم إلى الصفوف الأمامية، حيث خاض معارك مباشرة في خطوط النار، مؤكداً دوره كأحد رموز النضال الجنوبي منذ حرب 1994 تشكلت آخرها ضد الغزو الحوثي في 2015 متصدياً بكل قوة في مواجهة ذراع إيران والمغرر بهم من ابناء الشمال.

 

2017: أشرف بنفسه على خطة الاستدعاء والاستقبال والتدريب للمقاتلين الجدد ومن ابناء جلدته في محافظة الضالع، حيث سعى لإعداد قوة جنوبية موحدة ابرزت صموداً في ميادين الشرف والدفاع عن الوطن ضد الغزو الحوثي في معركة تحرير محافظة الضالع 2015، لتتشكل بعدها جيش الجنوب الحديث فائق التسلح والذي ينتشر حالياً على طول امتداد جبهات القتال.

 

2018: تقديراً لإنجازاته وشجاعته في ميادين الشرف، تم تعيينه قائداً لجبهة الفاخر (قطاع باب غلق)، وهو المنصب الذي استمر فيه بتقديم خبراته العسكرية وقيادة العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية ضد غزو الحوثي الملالي سطرها تاريخ شعب الجنوب.

 

2022: أُسند إليه منصب مدير مكافحة المخدرات ضمن قوات الحزام الأمني في محافظة الضالع، حيث أظهر قدرات استثنائية في مكافحة الأنشطة الإجرامية والإرهابية إذ نجح مع زملائه في قوات الحزام الأمني في إغلاق مصانع للخمور كانت مدعومة من أفراد ينتمون الى منطقة العود على حدود محافظة إب الشمالية، وكشف عملياته خلايا كانت تروج للمخدرات وتهدف الى زعزعة الأمن المحلي في محافظة الضالع.

 

2024: عاد المقدم ليتولى مرة أخرى قيادة جبهة الفاخر (قطاع باب غلق) في ظل محاولات ميليشيات الحوثي البائسة التسلل.

 

استشهاد المقدم: ختام تاريخ من النضال والكفاح الوطني في ميادين الشرف والبطولة. في الأحد 15 سبتمبر 2024 اختتم المقدم مسيرته البطولية باستشهاده، بعد تسع سنوات من الكفاح والنضال الوطني العسكري المسلح برزت فيه شجاعته وإقدامه وصموده ونضاله ووطنيته علاوة على حنكته البارزة، ومهارات عسكرية وتكتكيه للشهيد المقدم نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته. جاء استشهاده ليكون حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التضحيات مع رفاقه وابناء جلدته، حيث استشهد والده وفي نفس المكان استشهد العديد من رفاقه السابقين من بني جلدته مثل الشهيد العاقل وابنه الشهيد العطاس، ليكملوا معاً مسيرة الشرف وكتابه تاريخ جديد وناصع لإنجازات وانتصارات الجيش الجنوبي في سبيل الحرية وإستعادة الوطن.

 

 

ليتم اليوم حدث وطني عظيم حيث شهدت محافظة الضالع صباح اليوم الأحد موكباً جنائزياً مهيباً لتشييع جثمان الشهيد المقدم محمد علي صالح الحميدي إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه منطقة موعد، حماده، بمديرية الأزارق.

 

انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى النصر العام في محافظة الضالع مروراً بالشارع العام الرئيسي، وصولاً إلى مسقط رأسه، حيث وُري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الشعبات. تقدم الموكب قيادات عسكرية وأمنية، يتقدمهم قائد قوات الحزام الأمني ومدير أمن المحافظة العميد أحمد قائد القبة، إضافة إلى شخصيات اجتماعية وجموع غفيرة من المواطنين الذين توافدوا من مختلف مناطق المحافظة للمشاركة في هذا الحدث الوطني المهيب في تاريخ شعب الجنوب.

 

كان الشهيد المقدم شخصية وطنية بارزة وقيادياً عسكرياً فذاً، تقلد العديد من الأدوار العسكرية الوطنية، آخرها قائد جبهة الفاخر ومدير إدارة مكافحة المخدرات في الحزام الأمني بمحافظة الضالع. وقد شكل رحيله خسارة كبيرة، حيث كان يعتبر أحد أبرز رجال المقاومة الجنوبية في 2015 وأحد اعظم القادة العسكريين في قوات الحزام الأمني في محافظة الضالع، وترك أثراً عميقاً في قلوب جميع من عرفه، لنحتسبه شهيداً والله حسبه، فهو نِعم المولى ونعم النصير.

 

 

برحيل المقدم محمد علي صالح الحميدي، فقد الجنوب أحد أبطال الأمة. رحيله سيظل ذكرى تاريخية للجميع، وتضحياته ستبقى مصدر إلهام لشعب الجنوب المقاوم والمناضل، الذي واصل وسيواصل دربه في الدفاع عن الأرض والوطن والدين ضد الغزاة المعتدين فلا نامت أعين الجبناء.

المغفرة والرحمة للشهداء الشفاء العاجل للجرحى والعزة والكرامة للوطن والدين.