اختتمت اليوم الخميس في العاصمة الأردنية عمّان أعمال الجولة الخامسة للحوار الجنوبي، التي نظمها المعهد الأوروبي للسلام خلال الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر 2025، بمشاركة عدد من القوى والمكونات السياسية في جنوب اليمن.
وشارك في جلسات الحوار ممثلو: المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، حزب حركة النهضة للتغيير السلمي، الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، مؤتمر حضرموت الجامع، جنوبيات من أجل السلام، التحالف الموحد لأبناء شبوة، مجلس شبوة الوطني العام، ومجلس حضرموت الوطني، فيما تعذر حضور الائتلاف الوطني الجنوبي ولجنة الاعتصام السلمي بالمهرة لأسباب وُصفت بالمقبولة.
وبحثت القوى والمكونات المشاركة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية المتدهورة في المحافظات الجنوبية، وما تواجهه من تردٍ في الخدمات الأساسية وارتفاع مستوى التوتر، خصوصًا في حضرموت التي شهدت تطورات خطيرة خلال الأسابيع الماضية. وأعرب المشاركون عن قلقهم من التصعيد العسكري، مؤكدين أن اللجوء إلى القوة يمثل خروجًا عن مبادئ الحوار السياسي السلمي.
ورحّب المجتمعون باتفاق التهدئة الموقع بين محافظ حضرموت ورئيس حلف قبائل حضرموت بضمانة سعودية، مؤكدين ضرورة تنفيذه بالكامل ومعالجة أسباب التوتر بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار وممارسة السلطات المحلية لمهامها وفقًا للقانون.
وحملت القوى السياسية مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تدهور الأوضاع نتيجة تفاقم الخلافات الداخلية وتضارب الصلاحيات، وطالبته بتنفيذ ما ورد في اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة، وتعزيز مبدأ الشراكة والتمثيل العادل للقوى الجنوبية دون إقصاء.
وأكد المشاركون أن احترام الشراكة وتنفيذ الالتزامات المتفق عليها يمثلان أساسًا لتحقيق الاستقرار وحماية المحافظات الجنوبية، داعين الدول الراعية للعملية السياسية والمجتمع الدولي إلى دعم التقدم في المسار السياسي.
كما استعرضت القوى السياسية خطوات إنشاء "منصة القوى السياسية في جنوب اليمن"، وأقرت الوثيقة التأسيسية والنظام الأساسي للمنصة التي تهدف لتعزيز التنسيق والدفاع عن قضايا الجنوب على المستويين الوطني والإقليمي.
واتفقت القوى الجنوبية على ورقة "القواسم المشتركة" التي تضمنت رؤيتها حول الوضع الراهن، وسبل حل القضية الجنوبية، ومرجعيات الحل السياسي، والتمثيل العادل، وإصلاح السلطة الشرعية، والموقف من الفصائل المسلحة، إضافة إلى العدالة الانتقالية وجبر الضرر.
وناقش المشاركون مقترحات للتعامل مع الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها اليمنيون، وضرورة مواصلة التشاور لتقديم حلول تخفف من معاناة المواطنين.
واختتم الحوار بلقاء جمع ممثلي القوى السياسية مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن والجنوب، وتبادل وجهات النظر حول سبل دعم العملية السياسية.






