في مقال لاذع حمل عنوانًا ساخرًا هو "غاز النشادر"، شنّ الصحفي اليمني فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، هجومًا لاذعًا على مسؤولي الشرعية اليمنية المقيمين في الخارج، متهمًا إياهم بالعيش على حساب الشعب اليمني المنهك، دون تقديم أي فائدة تُذكر للبلد أو مواطنيه.

وضرب بن لزرق مثالًا بالناشطة ابتسام أبو دنيا، التي انتقلت من مناطق سيطرة الحوثيين إلى مناطق الحكومة الشرعية، ثم إلى السعودية، حيث تقيم على نفقة الدولة، متسائلًا بسخرية: "ما الذي تجنيه اليمن من الدفع لابتسام أبو دنيا؟ ما الذي استفاده الشعب من هذه الأشكال خلال 10 سنوات؟ ماذا لو ماتت؟ دهسها قطار؟ اختنقت بعظمة؟ ما الذي سيتغير؟ الإجابة: لا شيء!"

وأضاف: "ليست القصة في ابتسام وحدها، هناك آلاف على هذه الشاكلة، كل ما يقومون به هو أنهم يشغلون حيزًا من الفراغ لا أكثر. نحن ندفع لهم شهريًا ما لا يقل عن 5 آلاف دولار، دون أن نستفيد حتى من قيمة غاز النشادر الذي يطلقونه كل مساء."

وتساءل بن لزرق في مقاله الذي المثير: "بأي حق تعتاش هذه الكائنات على وجع وحقوق عشرات الآلاف من الجنود في الجبهات، والمعلمين في المدارس، والمحاضرين في الجامعات؟ ما قيمة هذه الكائنات في حياتنا؟"

ويأتي هذا المقال في سياق تصاعد الغضب الشعبي من استمرار صرف رواتب بالدولار لمسؤولين وناشطين مقيمين في الخارج، في وقت يعاني فيه المواطن اليمني من انقطاع الرواتب، وانهيار الخدمات، وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي.

بن لزرق، المعروف بلهجته الصريحة وانتقاداته الحادة، وجّه دعوة صريحة لمساءلة هذا النمط من الإنفاق العام، الذي وصفه بأنه "عبث لا يُحتمل"، مطالبًا بوقف ما أسماه "تمويل الفراغ"، وإعادة توجيه المال العام إلى من يستحقه داخل اليمن.