أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، خلال كلمته في الأمم المتحدة بنيويورك، موجة من الجدل والتدقيق من قبل أبرز وسائل الإعلام الدولية، التي كشفت تناقضات كبيرة بين الأقوال والحقائق على أرض الواقع.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً بعنوان "التحقيق في صحة خطاب ترامب في الأمم المتحدة"، كشفت فيه سلسلة من التصريحات التي وصفَتها بـ "الكاذبة أو المضللة" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس، وذلك عبر استعراض الحقائق التي تدحض كل مزاعم:
مبالغ الاستثمار المعلن عنها
قال ترامب إن الاستثمار الجديد في الولايات المتحدة خلال ولاية بايدن لم يتجاوز تريليون دولار، بينما خلال ثمانية أشهر من ولايته الأولى تم دفع واستلام التزامات تُقدر بـ 17 تريليون.
ردًّا، قالت الصحيفة إن إدارة بايدن قدرت مشاريع التصنيع التي أثّرتها التشريعات بما يقارب 800 مليار دولار فقط، وأن ما أعلنه ترامب يتجاوز ما ثبت فعليًا، وأن جزءًا من الـ 17 تريليون دولار عبارة عن تعهدات غير رسمية قد لا تتحقق.
الادعاء بأن لندن ستفرض الشريعة الإسلامية
ادّعى ترامب أن عمدة لندن"يريد تطبيق الشريعة الإسلامية".
الصحيفة ردّت بأن لا دليل على أن العمدة أو الحكومة البريطانية تنوي تطبيق الشريعة قانونيًا، مشيرة إلى أن اتهامات مشابهة تعرض لها العمدة صادق خان مرارًا، وأن "مجالس الشريعة" في بريطانيا هي منظمات خاصة تُعنى بشؤون الطلاق الديني وبعض المسائل المجتمعية وليست لها صفة قانونية رسمية في الدولة.
الطاقة المتجددة في الصين
زعم ترامب أن الصين "تُرسل مزارع رياح للعالم لكنها نادرًا ما تستخدمها".
بحسب الصحيفة، فإن الحقيقة عكس ذلك تماما: الصين تملك قدرة إنتاج طاقة رياحية ضخمة، وهي أكبر مستثمر في هذا المجال، وتخطط لبناء مزيد من مزارع الرياح، وتشغّل نسبة كبيرة منها.
أسعار البنزين وتكاليف المعيشة
قال إن فواتير الكهرباء تتناقص وسعر البنزين انخفض بشكل كبير، مبدياً تفاؤله بأنّ الأسعار ستكون أقل كثيرًا خلال سنة.
الصحيفة وجدت أن الأسعار لم تنخفض بالشكل الذي ادّعاه؛ فأسعار الكهرباء شهدت ارتفاعًا، أما البنزين فشهد انخفاضًا ضئيلًا، بينما لا تزال التكلفة معيشية مرتفعة، وفق البيانات الحكومية.
ادعاءات إضافية
توهم ترامب أن ملايين الأشخاص من السجون والمصحات العقلية حول العالم عبروا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، رغم عدم وجود أدلّة كافية على ذلك.
قال إنّ ولاية بايدن فقدت حوالي 300 ألف طفل، وأن كثيرين منهم ماتوا أو تعرضوا للاتجار. الصحيفة وصفَت الرقم بأنه مبالغ فيه وغير مدعوم بأدلة قوية.
ادّعى كذلك أن 300 ألف أميركي ماتوا بسبب جرعات زائدة من المخدرات خلال العام الأخير، بينما تشير الإحصاءات إلى أن العدد الحقيقي أقرب إلى 80 ألفًا.