مشاريع غيرت وجهها.. الجزائر العاصمة ضمن أفضل 5 مدن في العالم

عربي ودولي
قبل ساعة 1 I الأخبار I عربي ودولي

خلال السنوات الأخيرة، شهدت العاصمة الجزائر عدة تحولات مسّت مقدراتها السياحية مع إطلاق السلطات مشاريع تهيئة وتنموية كثيرة، ما جعلها تصنف من بين أفضل 5 مدن في العالم لسنة 2025، حسب تصنيف "شنغهاي" لهذا العام.

 

وتم اختيار ولاية الجزائر من بين 85 مدينة من 33 دولة، إلى جانب 4 مدن فائزة أخرى. فيما يعتمد التصنيف على عدة معايير، أبرزها مجالات البنية التحتية البيئية، التحول الإيكولوجي، إدارة المخاطر والكوارث الطبيعية، الحفاظ على الموروث الثقافي، تعزيز الجاذبية السياحية، دعم الابتكار والتحول الرقمي، والسكن اللائق.

 

أبرز المشاريع

ورصدت "العربية.نت"، في جولة عبر العاصمة الجزائر، أبرز المشاريع التي جعلتها ترتقي في ترتيب أجمل المدن:

 

- منتزه "الصابلات" المطل على الواجهة البحرية للعاصمة، والذي تم تدشينه بشكل رسمي سنة 2017، لكنه شهد إنجاز مرافق أخرى على مستواه في أوقات متفرقة، مثل افتتاح شاطئ اصطناعي عام 2020. كما ينتظر أن يتم توسيعه ليُنجز طريق بينه وبين "مقام الشهيد". وقد أصبح اليوم قبلة لسكان الولاية، والجزائريين عموماً من مناطق متفرقة.

 

- في الجهة المقابلة لمنتزه "الصابلات" دُشِنَ المسجد الأعظم سنة 2024، بعد أن تم افتتاح قاعة الصلاة فقط في أكتوبر 2020، وهو المعلم الذي تحول إلى قبلة السياح، القادمين إلى الجزائر، كونه أكبر مسجد في أفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم، بمئذنة تعد الأعلى في العالم بارتفاع يبلغ نحو 265 متراً.

- من المساحات التي تمت توسعتها أواخر 2023، متنزّه الرياح الكبرى "دنيا بارك" الذي يمتد على مساحة 1059 هكتاراً، حيث أضيف له الجزء الشمالي على مساحة 100 هكتاراً، ويقصده العاصميون، للاستمتاع بفضاءات التسلية، والدراجات الهوائية، وأجهزة ممارسة الرياضة في الهواء الطّلق.

 

- في مايو 2025، تم افتتاح الواجهة البحرية في باب الواد (كيتاني) في العاصمة الجزائر، بعد اكتمال أعمال التهيئة، كون السلطات المحلية تهدف ضمن خطة استراتيجية لتهيئة مدينة الجزائر إلى إنشاء واجهة بحرية ضخمة تمتد على 50 كم قبل عام 2030، لتضم شواطئ ومساحات ترفيهية ومرافق عامة وخدمات.

 

"مدينة آمنة"

من جهته أوضح المختص في قطاع السياحة والبيئة رابح عليلش أن "تصنيف العاصمة الجزائر يعتد به لدى السياح الأجانب، كون الارتقاء في التصنيف يعني أننا نتحدث عن مدينة آمنة، وهو معيار مهم في اختيارات السائحين، إن لم نقل أحد أهم المعايير الثلاث عند قرار التنقل للسياحة".

 

كما أضاف عليلش لـ"العربية.نت": "توجد معايير أخرى بطبيعة الحال، يعتد بها السائح، منها جودة الحياة، والحياة الثقافية والاجتماعية، والأماكن السياحية والتاريخية، ومدى سهولة الوصول إليها، من نقل ومرشدين ووكالات محلية جادة وغير ذلك".

 

وبالنظر إلى عدد السياح المسجل سنوياً، قال إنه "بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة، فإن الجزائر أحصت 3..5 مليون سائح عام 2024، وتستهدف بحلول نهاية السنة الجارية تسجيل 4 مليون سائح، سواء إلى المدن، مثل العاصمة الجزائر، أو باقي الولايات متنوعة المقدرات الطبيعية والثقافية".

 

فيما ختم قائلاً إن "افتتاح مساحات ترفيهية وسياحية وثقافية جديدة في العاصمة الجزائر سيكون دافعاً كبيراً للسياحة، كونه يتيح للسائح أن ينوع من جولاته في المدينة، ويعطي نظرة عن التنوع الثقافي لها، خاصة بوجود متاحف وطنية في العاصمة، تشير إلى المراحل التاريخية التي مرت بها".

 

"بوابة السياحة"

من جانبه شدد الخبير الاقتصادي بلقاسم حداد على أن "السياحة هي دافع للاقتصاد في كل البلدان، فهي تنمية اقتصادية متكاملة الأركان، خاصة مع جلب العملة الصعبة وتحريك العجلة الاقتصادية، والاجتماعية".

 

وبيّن حداد لـ"العربية.نت" أن "هناك مؤسسات عمومية وخاصة تستفيد من تحريك السياحة، وهنا نتحدث عن مؤسسات كبيرة مثل الفندقة والإطعام، النقل والثقافة، والصناعة التقليدية وغيرها، خصوصاً وأن الجزائر تستهدف الوصول إلى 400 مليار دولار كناتج داخلي الخام، بمساهمة للسياحة تصل إلى 10%".

 

كما اختتم تصريحاته بالقول: "لأن العاصمة الجزائر قد تكون أول قبلة للسائح الأجنبي وبوابة السياحة في الجزائر، وجب أن تكون جاذبة للسياح من جميع النواحي، حيث نلحظ مؤخراً عدة مشاريع، سواء فيما يتعلق بالفضاءات السياحية، أو حتى مشاريع النقل لتي تسهل حركة المرور، كلها تصب في فائدة تحويل العاصمة الجزائر إلى رافد سياحي هام، ومساهم بنسبة كبيرة في الاقتصاد الوطني".