صلاح السقلدي: "الجنوب العربي" مصطلح بلا جذور تاريخية والانسلاخ عن الهوية اليمنية وهمٌ سياسي

محليات
قبل ساعة 1 I الأخبار I محليات

اعترض الكاتب الجنوبي صلاح أحمد السقلدي بقوة على استخدام مصطلح "الجنوب العربي"، مؤكداً أنه لا يستند إلى أي جذور تاريخية أو قانونية، وأن التمسك به يمثل انسلاخاً عن الهوية اليمنية دون مبرر واقعي.  

 

 

وقال السقلدي في مقال له إن رفض عسكرة حضرموت أو إغراقها بالسلاح يجب أن يقابله التزام من المجلس الانتقالي الجنوبي بهذه الدعوة، وعدم الكيل بمكيالين، مشيراً إلى أن السلاح المنفلت يضر الجميع إذا لم يكن بيد جهات رسمية منضبطة.  

 

 

وأضاف أن على القوى السياسية، وفي مقدمتها الانتقالي، أن تكون واضحة في مشروعها تجاه مستقبل الجنوب، بدلاً من الضبابية والتخبط، منتقداً استمرار المجلس في تبني مصطلح "الجنوب العربي" الذي وصفه بأنه "جهوي جغرافي لا أكثر"، ولا يعكس وجود دولة مستقلة عبر التاريخ يمكن الحديث عن استعادتها.  

 

 

وأوضح أن هذا المصطلح ارتبط تاريخياً بمشروع "اتحاد الجنوب العربي" الذي أنشأته بريطانيا وضم بعض السلطنات والمشيخات الجنوبية، بينما بقيت حضرموت والمهرة وسقطرى تحت مسمى "المحميات الشرقية"، في محاولة لفصلها عن بقية مناطق الجنوب، وهو ما يتم تكريسه اليوم ـ بحسب قوله ـ لخدمة مصالح خارجية بأدوات محلية.  

 

 

وتساءل السقلدي: "متى كانت هناك دولة اسمها الجنوب العربي حتى يتحدث البعض عن استعادتها؟ ولماذا الإصرار على الانسلاخ عن الهوية اليمنية؟"، مؤكداً أن الهوية اليمنية ليست عائقاً أمام استعادة دولة الجنوب، مستشهداً بأن الدولة السابقة التي يناضل الانتقالي ومعظم الجنوبيين لاستعادتها كانت تحمل اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وهو اسم لم يشعر الجنوبيون بالحرج منه منذ 1967 وحتى 1990.  

 

 

 

وأشار إلى أن التمسك باليمنية لا يمنع استعادة الدولة، كما لم تمنع الهوية السودانية شعب جنوب السودان من إعلان دولته، مؤكداً أن التذرع باليمنية واعتبارها عائقاً يمثل "تفكيراً بائساً وهروباً من مواجهة الحقائق، بل هروباً من مصارحة السعودية والإمارات".  

 

 

وشدد السقلدي على أن الجنوبيين بحاجة إلى توحيد جهودهم وطاقاتهم وعدم الانسلاخ عن تاريخهم وهويتهم، محذراً من تكرار الجدل العقيم والرهان على رضا دول الإقليم، التي ـ بحسب قوله ـ لو أرادت فعلاً مساعدة الجنوب على استعادة وضع ما قبل 1990 لفعلت ذلك منذ سنوات، لكنها لا ترغب بذلك حالياً لأن مصالحها تنسجم مع إبقاء الوضع كما هو: "لا وحدة يمنية كما كانت بعد 1990 ولا دولة جنوبية كما كانت قبل 1990"، حتى يظل الجميع فاقداً لقراره وطاقاته وتحت دائرة التحكم الخارجي.