لا نحتاج إلى كثير تحليل أو ذكاء كي ندرك أن الأحداث الجارية الآن في سوريا بتوقيع بعض العلويين في منطقة الساحل، هي لون من العبث الإيراني مردّه رفض الاعتراف بالخسارة من جهة، وكردّ على تصريحات هاكان فيدان لـ"الجزيرة" قبل أيام، والتي استفزّت طهران ودفعتها لردود غاضبة.
عبث بلا طائل، وتكريس لحالة عداء لا تخدم سوى المشروع الصهيوني الذي أخذ يجاهر بتجاوز فلسطين ومسعى تصفية قضيتها، إلى العبث في سوريا ولبنان، وتبنّي مشاريع تهدّد الأمن القومي لمصر والأردن، في ذات الوقت الذي يلوّح بضربة للمشروع النووي الإيراني، إذا لم يحصل على تسوية تُخضعه أو تفكّكه على هذا النحو أو ذاك.
الفئة العلوية التي تنسجم مع إرادة العبث الإيراني ستجني على نفسها، وستطيل معاناة الشعب الذي تنتمي إليه، في وقت كان خطاب الوحدة هو الغالب على الإدارة الجديدة، بل حتى على صعيد الممارسة، باستنثاءات بسيطة متوقّعة في ظل أجواء احتقان معروفة.
نتمنّى أن تعيد القيادة الإيرانية النظر في هذا الأمر، وفي مجمل تعاطيها مع جوارها العربي والإسلامي، كي لا تضع الحبّ صافيا في طاحونة المشروع الصهيوني وداعميه، أو مُشغّليه أو مُستغلّيه.. قُل ما تشاء.