يعجبني هذا الرجل.. الدكتور صلاح يحيى الشوبجي، اسمه لا يحتاج تقديم فهو إبن العائلة المناضلة، اسرة التضحيات الجسيمة والشهداء الخمسة، والده الشهيد يحيى محمد الشوبجي، الجسور العنيد، رجل النضالات الوطنية الممتدة منذ مطلع الثمانينيات وحتى العام2021، حين طرق يحيى باب السماء وأعتلى رفقة ابناءه الثلاثة ثم يلحقهم الرابع.
ذاك والده وهؤلاء اشقاءه الشهداء الأربعة، شلال القوي الأمين ومازن وأنور المحاربان العنيدان المثقلان بقيم النزاهة والشرف ومحمد المكافح الصلب، عائلة انتظمت بأكملها في طابور الشهادة بكل بسالة وعنفوان الثائرين، وعلى نحو غير مسبوق من الفدائية التي تجاوزت حدود الواقع والمعقول، ولم تنفد حتى توقف الموت نفسه عن مواجهتها.
صلاح هو الوافد من قلب هذا الجنون الوطني، من زاوية هذه المدرسة الأصيلة التي كالشمس لا تحجب ضوءها سحابة صيف عابرة، أو يمنعها عن الدوران جَلَل.
مدير عام مديرية البريقة، المسؤول العفيف في زمن ندرت فيه العفة، المدير المثابر الدؤوب، الصامد وسط بحر من الإغواء ترهيبًا وترغيبًا.. يكابد الصعاب يمنة ويسرة ويأبى أن يترك للأوغاد حيز بنانة.
صلاح ما يزال واحدًا من الناس، رغم انشغالاته الكثيرة، متواضع جم، بسيط بساطة العظماء، كريم خَلقًا وخُلقًا، اصيلًا بكل معاني الأصالة.
دعوه يعمل.. دعوه يمر الى حيث يكون الوطن هو المراد الأكبر.
ـ وضاح الأحمدي.