كتب ـ وضاح الأحمدي.
ما أقسى أن تتسلم وزارة استراتيجية تترنح وفي مرحلة عصيبة للغاية وغير مسبوقة البتة. تجلس على طاولة مزحومة بملفات سوداء، يوازيها طموح وغضب شعبي يصعدان على نحو متوازٍ.. خدمات الوزارة تتهاوى ومخلفات الحرب تسد الأفق تمامًا. جسور العلاقة بدلًا من أن يُعاد ترميمها يتم تكسير ما تبقى منها بفعل سياسي زج بالوزارة الإقتصادية الإيرادية في إتون غير محمودة. ـ عليك أن تبدأ المسيرة وسط درب ملغوم وشائك أو تعود أدراجك معلنًا الإستسلام.. والأخير هو الخيار الأقرب. ذلك ان إستعادة وزارة مثل النقل وفي تلك الفترة، لايعني الا الخوض في مهمة مستحيلة. لكن الوزير القادم يقول: رغم إنها صعبة للغاية لكنها ممكنة إن تظافرت الجهود.. وإن لم تتظافر؟. يرد: سأخوض الغمار منفردًا. ثم يخوض.. ويخرج الوزارة من عنق الزجاجة اولًا ثم يمضي بثبات.. ووفقًا للقانون ينزع شعرة الوزارة من عجين الوضع الرديء "بحكمة حازمة" ويواصل المضي دون أدنى ضجيج. ـ تراكم مهني..حرص عميق.. عمل دؤوب وصادق.. تلكم مفاتيح السر ولا غيرها.. وذلك عبدالسلام حُميد ولا غيره.