عبدالإله عميران
عبدالإله عميران

رواتب الأمن والجيش ... جاري البحث

من زمن ليس بالبعيد، كان أحدنا عندما يقف بجانب ضابط عسكري أو تتحدث معه تشعر بالفخر وتتمنى لو كنت ضابط مثله، حتى إن الزوجة تتفاخر بزوجها الضابط في المجالس، والأبن يتعاظم بوالده في المدارس.

سرعان ما تم إهانة هذه المهنة، ومحاربة منتسبوها بأبسط الأشياء التي من حقهم أن يتحصلوا عليها سواءً كانوا أحياء أو أموتا.

أربعة أشهر ومنتسبي الجيش بدون رواتب وثلاثة أشهر لزملائهم في الأمن، ولا يزال البحث جاري عن الراتب الذي أصبح خارج نطاق التغطية.

حاربوهم في "رواتبهم" التي هي مصدر دخل لهم وللعشرات من أفراد أسرهم، وأرادوا منهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف والتضحية بأنفسهم مقابل صرفة يومية في صف ذلك أو ذاك، وإن لم ينصاعوا فهم في سرب "لا كيل لكم عندنا".

أصبحت جيوب الضباط والأفراد ينتفض منها الغبار، ودفاترهم مليئة بأسماء أصحاب الديون، فلان صاحب البقالة، وفلان صاحب الخضار، وفلان صاحب الصيدلية وفلان وفلان، حتى مل الجميع من وعودهم الكاذبة، وأوصدوا في وجوههم الأبواب، ولم يعد لهم ملجئ إلا الله.

ربما هذه التجربة الأليمة سيمر بها الجميع، ولن تنحصر فقط على منتسبي الأمن والجيش، وسيحدث للمحافظات المحررة تماماً كما حدث للمحافظات التي هي تحت سيطرة الحوثيين، والمشكلة أن الجميع منهم يبحث عن كرامة الشعب اليمني، وهم راكبون على ظهر هذا الشعب.

لا بارك الله في قادة تستمتع في تركيع شعوبها، وقهرهم وذلهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وسيأتي ذلك اليوم الذي تسحب به اللقمة الرطبة من أفواههم واستبدالها بحجر الذل والمهانة.

وحسبنا الله ونعم الوكيل