الشيء الرائع الذي أهدتنا إياه الحرب هو ترقية هذا الشعب إلى مرتبة السائح، والتعامل معه على أنه سائح في وطنه، وكل هذا ما هو إلا ثمرة جهود كبيرة بذلها الفاسدون والمرجفون والبائعون لوطنهم قبحهم الله جميعا.
سابقاً عندما كنت أسافر من المطار أو أستقبل أحد هناك، أذهب إلى سوبر ماركت المطار، واشتري حليب وبسكويت لأسدّ به جوعي، ويفاجئني البائع أن سعر ما اشتريته ضعف، واحياناً ضعفي سعره خارج المطار، والسبب أنها اسعار سياحية وسوق حرة وأشياء كنت لا أفهمها.
مرت السنوات رأيت أن أسعار السلع والمواد الغذائية ترتفع ووصل سعرها إلى سعر المطار وجاوزه بكثير، واطمئننت هنا أن مرتبتنا وصلت مرتبت السائح.
سوف نأخذ مثال على أقل السياح أجراً في وطني، سائح متقاعد راتبه 29 ريال يمني، وهناك من هم أقل منه.
تخيل أن هذا السائح كان قبل عشر سنوات يكفيه راتبه إلى نهاية الشهر، وأموره مستورة بفضل الله، أما الان راتبه يكفيه أسبوع، وبدون شراء أي محسنات، فقط يقوم بشراء الأشياء الاساسية.
أما السائح صاحب الدخل اليومي والمحدود، عوضه على الله، وسنقف معه وقفه بإذن الله.
بلانا الله بتجار حروب وحكومة جروب، وكل واحد راكب على الشعب المغلوب.
تذهب لشراء حاجتك من السوق، تجدها بأسعار سياحية، في مكان فلان تجدها بسعر، وفي المكان الآخر بسعر، وتجدها والله في نفس المكان بأسعار متفاوته، كل عامل في المحل يبيعها بسعر، وتأتي تكلمهم اتقوا الله، يقول لك نحن والله مثلكم مساكين والتاجر الكبير هو الذي يتحكم بالسعر، والدولار، والريال السعودي، وكل واحد يأتي لك بعذر أقبح من ذنبه وشلّنا يا دريول.
لا ألوم التاجر بل ألوم السلطة المحلية في المحافظات والمديريات، جعلوا الحبل على القارب، وجعلوا كل تاجر يبيع بما تهوى نفسه ويشتهيه جيبه، بدون رقابة أو محاسبة.
لماذا لا يبادر أحد من الأخوة في الغرف التجارية أو مكاتب التجارة والصناعة، بالتعاون مع الجهات الأمنية، بفرض قائمة خاصة بأسعار السلع الأساسية والذي يخالف يتم محاسبته، ويطبق معهم مبدأ الثواب والعقاب.
وحسبنا الله ونعم الوكيل