كتب العميد الركن/ علي حسن الجهوري
فقيدنا "أبا اياد" لا أعرف من أين ابدأ وعلى أي أثر أقف، فلو كنت شاعراً لنظمت فيك مرثيةً وقلت شعراً لم تسمع مثله العرب، وأخففت بذلك أحزان نفسي المكلومة، ولو كنت رساماً لرسمت صورتك المشرقة بماء الذهب وأشبعت إشتياق عيناي لرؤيتك، لكن ما يريح ضمائرنا يا فقيدنا، أن ثمة خطاط اسمه (التاريخ) سيدون سيرتك العطرة ومواقفك المشرفة بأحرف من نور، وتظل شاهد عيان على سيرتك الاستثنائية في هذا الوجود لتتداولها الأجيال جيلا بعد جيل.
خلال الفترة الماضية ودعنا الكثير من الأهل والاصدقاء الأعزاء توفاهم الأجل في مواقف وأحداث كثيرة، لكن لم نفجع كما فجعنا بنبأ وفاة العميد/ هيثم محمد صالح الجهوري (أبا اياد)، رِحل عميد الاخلاق والقيم النبيلة في ظروف استثنائية يمر فيها وطننا الغالي الجنوب، وما أحوجنا لمثل هذا القائد في وضعنا وظرفنا هذا..
عرفنا العميد (أبا اياد) قائداً شجاعاً خلوقاً، مناضلاً، صبوراً، لم يكل أو يمل طوال حياته، في أحلك الظروف تجده يقابلك بابتسامته الذهبيه الصادقة التي تخفي ورائها مصفوفة من القيم والاخلاق وهم الوطن، مصفوفة من الأصالة ألتي ورثها عن الوالد المرحوم/ محمد صالح الجهوري (طيّب الله ثراه) والذي لم ينحني لقهر الزمان وظروفه، بل ظل يقابل الحياة بوجه بشوش مملوء بالتجاعيد التي رسمها شظف العيش، كأنما ردفان أتخذت وديانها من تقاسيم وجهه وجبالها من شموخه وعلو هامته، ليورث كل ذلك لأبنائه الشمّخ ثابت وهيثم وسالم وفاضل وعارف..
رحل "أبا اياد" عن الحياة ولكنه لم يرحل عنّا بل ما زال وسيظل في ضائرنا ووجداننا، وكما ورث تلك القيم عن أبيه هاهو يستودعها أبناءه (أياد ومحمد وشمسان) ، وفي هذا الوجود المؤقت، ما أجمل ان يقضي الانسان حياته بخلق حسن ويخلف الذكريات الجميله، كما هو الحال مع فقيدنا البطل (أبا اياد) الذي عاش حياة حافلة بالقيم والمواقف والنضالات الطويلة التي ستُملى الأوراق ويجف الحبر دونما نتطرق لها كامله، فما بالكم بهذه الكلمات المكتوبة وسط غمرة الحزن ووقع الفاجعة..
فقيدنا العميد/ هيثم محمد صالح الجهوري "أبا اياد" عشت شامخاً كريماً عزيزاً، لم تترك شيء جميل إلا فعلته، ولم يتبدل معدنك الأصيل طوال حياتك، رحلت ولم تدع لمن بعدك ما يصنعوه ليبلغوا مكانتك في قلوب الناس، رحمة الله تغشى روحك الطاهرة أيها الإنسان النبيل، نم قرير العين في جنات النعيم أن شاء الله..
عميد ركن علي حسن الجهوري 15 مايو 2020م