زكريا محمد محسن
زكريا محمد محسن

اتقوا الله في النازحين ..!

 يعيش النازحون في الضالع ظروفاً معيشة صعبة جداً دون أن يجدوا من يقف إلى جانبهم ويمد لهم يد العون والمساعدة. 

 

فالناظر إلى حال هؤلاء النازحين الذين تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، يجدهم في حال يرثى له ، فلا يجدون ما يسدون به رمقهم ، كما أنهم يفتقرون لمقومات الحياة الآدمية فحتى الملابس والبطانيات والأثاث الضرورية لا يملكونها ... تصوروا أن ظروفهم القاسية تلك قد أجبرتهم على اتخاذ المدارس والمباني المدمرة بفعل القصف مأوى لهم غير مكترثين بما قد يلحق بهم في حال لو قدر الله وتهدمت تلك المباني على رؤوسهم ولا حافلين بجدرانها المتصدعة الآيلة للسقوط التي يخشى الواحد منا مجرد الاقتراب منها أو المرور بجانبها خشية تهدمها ، وقد سألت أحدهم فقال لي والعبرة تخنقه : إن السكن في هذه المباني المهدمة أفضل لنا بكثير من المخيمات التي تفتقر لأبسط الاحتياجات الضرورية فحتى الخيام قد أصبحت ممزقة ومهترئة ولا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء ، كما أننا قريبون في هذه المباني المهدمة من الأهالي الذين لا يبخلون في مساعدتنا لاسيما بالأكل والملابس. 

 

    والأدهى والأمر أن نجد عشرات المنظمات تدعي أنها ساعدتهم وقدمت لهم الإغاثات والمعونات الإنسانية الهائلة ، بينما على أرض الواقع تجدهم في وضع مزرٍ ومعاناة لا تنتهي ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على كذب وزيف هذه المنظمات التي لم تقدم إلا الفتات ولعدد محدود جداً يتم تجميعهم للتصوير والتغطيات الإعلامية ليس إلا ، ولهذا لست متجنياً لو قلت إن هذه المنظمات ومعها السلطة المحلية وكذا مكتب التخطيط والتعاون الدولي وبمباركة الانتقالي يقومون بالمتاجرة بمعاناة النازحين دون أن يقدموا لهم شيئاً يذكر. 

 

فلا غرو لو رأينا الكثير من النازحين يتسولون في الأسواق والمساجد ويطلبون المساعدة محاولين بعباراتهم المؤثرة التي تقطع نياط القلوب وتدمي الأكباد أن يشرحوا للناس ما يعانوه من فقر وجوع وظروف قاسية لا تخفى على أحد ، لأنهم وببساطة لم يجدوا شيئاً يقتاتوا به ويسكتوا تضاغي أطفالهم الجياع. 

 

ختاماً اتقوا الله في النازحين وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا أمام الله ويكون الحساب عسيراً.

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد اللهم فاشهد. 

زكريا محمد محسن