د.عارف عبد. الكلدي
د.عارف عبد. الكلدي

الصراع بين التنظيم و الدولة في جنوب اليمن...خلاصة ما قاله العطّاس

رغم أن مذيع قناة العربية يحاول أن يحصر العطاس في الفترة التي برز فيها، و هي النصف الثاني من الثمانينيات والنصف الأول من التسعينيات، إلّا أن العطاس في وصف مرحلة الثمانينيات كان حريصًا على الإشارة إلى جذور المشكلةَ من بدايتها. 

وخلاصة ما أشار إليه أن الإشكالية التي وجدت في جنوب اليمن كانت الصراع بين التنظيم والدولة، وأن التنظيم كان يَغْلِب الدولة. 

كان الوضع الطبيعي بعد رحيل الاستعمار أن تتشكل دولة تعبرّ عن الشعب كله... لكن الذي حصل أن التنظيم السياسي للجبهة القومية سيطر على البلاد منفردا، وذلك عندما أقصى كلَّ من لا ينتمي إليه وجرّدهم من كل حقوقهم. 

كان قحطان الشعبي رئيساً للتنظيم وفي الوقت نفسه صار رئيساً للدولة،  وبحكم مسؤوليته كرئيس للدولة كان يشعر بالإزدواجية بين الدولة والتنظيم، وبالطبع من التاريخ الذي أشار إليه العطاس كان قحطان يغلّب جانب الدولة على جانب التنظيم. 

فماذا فعل به التنظيم؟ للأسف...قتله. 

كان على رأس التنظيم الذي غَلَب الدولة سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلى ناصر محمد. 

صار سالمين رئيساً للدولة، وفتاح رئيساً للتنظيم، وناصر رئيسا للحكومة والثلاثة معا هم (مجلس القيادة). 

بعد مرور بضع سنوات شعر سالمين بما شعر به قحطان من قبل (الازدواجية بين التنظيم والدولة) وفعل في آخر عهده ما فعله قحطان، وهو الانتصار لجانب الدولة على جانب التنظيم. 

فماذا فعل به التنظيم؟ للأسف ... قتله. 

ثم للخروج من هذا الازدواج اقترح علي ناصر على التنظيم أن ينتخب رأساً واحداً للتنظيم والدولة معا.  فكان هذا الرئيس المزدوج هو عبدالفتاح. 

عبد الفتاح لم يكن رجل دولة، وإنماكان رجل تنظيم وأيديولوجيا، ولهذا انتصر للتنظيم على حساب الدولة، ومع هذا نفاه التنظيم (تأملوا ...لم يقتله). 

ثم جاء على ناصر فأخذ رئاسة الدولة ورئاسة التنظيم ورئاسةالحكومة. 

لعل من جاوز الخمسة والأربعين عاما  من عمره يذكر من الشعر الظريف في تلك المرحلة قول أحدهم في وصف مجلس الرئاسة (سالمين وفتاح وناصر): 

الأول درج واعتثر ***والثاني تعثرى وراح والثالث زقرها زقر **قطّع ريشها والجناح 

يشير العطاس إلى أن ناصر كان يغلّب جانب الدولة كما فعل قحطان وسالمين من قبل، ولكنه باعتباره رجل تنظيم أيضا كان يشعر بخطورة التنظيم عليه ولهذا بدأ يقطع ريش هذا التنظيم القوي وأظافره. 

فماذا كانت النتيجة؟ 

يقول العطاس أن العلاقة وصلت إلى مرحلة كسر العظم، يا قاتل يا مقتول. فحصل ما حصل. 

ثم جاءت المرحلة التي تركِّز عليها الذاكرة السياسية مع العطاس وهي مرحلة الصراع الخفي بين التنظيم والدوله بعد ١٩٨٦م. 

كان البيض على رأس التنظيم، وهو الرجل الأول في البلاد، وكان العطاس هو رأس الدولة (ممثل الشعب).

والصراع الذي حصل في هذه المرحلة كان صراعا خفيا لم يظهر إلى العلن في ذلك الوقت...وهو الذي يشهد عليه العطاس حاليا.. وقد وصل إلى مرحلة توقيع الوحدة...فلننتظر ماذا في جعبة العطاس. ✍️: عارف عبد. الكلدي