بقلم/جمال الردفاني في مرمى البارود وقف الصحفي نبيل القعيطي شامخًا أمام سرب النيران، فاردًا إبتسامتة التي تشعل ثورة، وهنا في قلبي المكلوم تنتحر الكلمات على وقع غروب مهترى، وغضب عارم تملّك كل شعور وكل نبض وكل نفس. صديقي النبيل، قتلوك لأنك الصحفي الإنسان، المتواضع الخلوق، قتلوك لأنك صادق، لأنك نموذج فريد، لأنك كسبت القلوب، وفضحت الأعداء، وأعليت رأي وشأن ومكانة قضيتك، قتلوك لأنك أرهبتهم بعدستك، ولأنهم أعداء الوطن، وأعداء الحياة والإنسانية وكل شيء.. صديقي النبيل أنا حزين جدًا، لأنك تستحق الحياة، لأنك غادرت مبكرًا، لأنك غادرت دون موعد، ولأننا سنفتقدك، ولأن القضية التي تدافع عنها ستغدو يتيمه، ولأن المجلس الذي ناصرته موغل في الهشاشة، ولأن الخيبة سترافقنا طويلاً.. أنا حزين لأنك لست الأول ولن تكون الأخير، لأنها ستمر مرور الكرام، ولأن موجة غضب ستحدث، ثم يصدرون لرحيلك بيان نعي، ثم لا شيء، حزين لأنك فضحت عصابات الفساد وكشفت جماعات الارهاب وعرّيت منظومة الاحتلال، بينما لم تستطع القوى الأمنية معرفة قاتلك أو حتى تتبعه، وحزين أكثر لأنها لن تستطيع إيقاف كل هذا الموت.. حزين لأننا مشاريع شهادة لأجل وطن أحببناه وأحببته قبلنا، لكنه مايزال يحتضر ويمر بهشاشة مفرطة، وحاملي قضيته عاجزين عن مواساته، عاجزين حتى عن جبر خاطره.. حزين لأنك كنت ثورة عارمه، وكان مجلسنا وأدواته بمثابة لا شيء أمامك أيها النبيل.. سأكون النبيل القادم يا صديقي، وهاهي روحي في يدي لكن ثم ماذا.!؟ ثم أصبح في خبر كان ثم لا يجد أصدقائي هوية قاتلي! ثم يموت بعدي الكثيرين بهذه البرودة! نريد أن نموت بثقة دعونا نموت ونحن أقوياء دعونا نموت ونحن نعرف أن قضيتنا لا تموت وأنكم عند مستوى التضحية، وأنه لن يموت بعدنا أحد بهذه البرودة.. دعونا نرى الشيء اليسير من الجنوب الذي أحببناه وأحبه نبيل ومات لأجله.. دعونا نموت كما نحب! #نبيل_القعيطي وداعًا يا أيقونة الخلود أعاهدك أمام الله على المضي بدربك أيها الصديق النبيل، ولا نامت أعين الجبناء..