سمعنا أن هناك مبادرة أطلقتها المملكة العربية السعودية وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر حوار يضم كافة التشكيلات والقوى والأحزاب اليمنية بمن فيهم الحوثي نفسه!، وسينطلق هذا الحوار في التاسع والعشرين من مارس الجاري وينتهي في السابع من أبريل القادم، وسيحصل فيه المشاركون على مبلغ 100 ألف ريال سعودي واللتي هي قيمة المشاركة في هذا الحوار على أمل أن تخرج جميع أطراف الصراع برؤية موحدة ومشتركة تُخرج اليمن من ماهي عليه من الأزمات والكوارث،واللتي صنفت كأسوء أزمة إنسانية في العالم نتيجة الصراع..ولكن ورغم أن في مضمون هذه الدعوة وهذا الحوار الخير الكثير لليمن،وقبول الشرعية به عبر بيان للرئاسة اليمنية، رغم وجود خلافات بين النخب السياسية اليمنية حول الأشخاص الذين سيتم اختيارهم لهذه المشاورات، وذلك بعد استبعاد بعض الأسماء من التسجيل في هذه المشاورات..وكذلك قبول المجلس الإنتقالي الجنوبي الحامل الكبير للقضية الجنوبية عبر اجتماع عقد لهيئة رئاسته،..إلا أن هناك رفض قاطع من قبل الحوثييين بهذا المؤتمر الذي تستضيفه الرياض بحجة أن الرياض ليست راعي لأي اتفاق وانما هي طرف مباشر في الحرب وأن الحوار يجب أن يكون مع الرياض نفسها و في أرضٍ محايدة، (كعمان أو قطر)،وأيضاً أن هذا الحوار إنما هو تقريب بين مكونات الشرعية المتناحرة..فبين كل هذه الفوضى السياسية وحجج الحوثيين بهدف اطالة الحرب ومعاناة اليمنيين،وهجماتهم الأخيرة اللتي طالت أماكن حيوية في السعودية واللتي يراها بعض المراقبين بمثابة الرد الحوثي على هذه الدعوه ..هل يمكن للرياض أن تقنع الحوثيين بهذا الحوار ؟،ويخرج اليمنيين برؤية مشتركة واضحة ترسم خارطة طريق جديدة نحو وقف الحرب وإعادة البناء..أم أن المشهد العام في الساحة اليمنية مقبل على تغيرات جديدة على الأرض وفي المشهد السياسي، أم هي فقط كغيرها من مبادرات الحوار والاجتماعات السابقه و اللتي نجحت فقط في زيادة أرصدة المسؤولين؟!.