في بلادي، أصبح الكل يجعل من نفسه آلهة تقدس سير طريقها وبأنها لا تُخطئ، وبأنها تسير في المسار الصحيح، بينما الآخرون أغبياء، أو مُخطئين؛ وذلك لأنهم مُحايدين، ويشاركون مع من هم يختلفون مع غيرهم في التوجهات السياسية؛ ليقوم الأول بسلخ الآخرين، وإطلاق الأحكام المُسبقة عليهم.
المشاركة في الحياه العامة مع من هم يختلفون عنّا ليست إلا نوع راقي من أرقى أنواع التعامل، وليس العكس، بل إنها تدل على مدى العقلانية؛ لذلك وجب علينا جميعنا أن نكون أيادي ربط وليست تفرقة.
وهذا النموذج لن تجده في صورة واحدة فقط، أو في مكان معين من هذه المدينة، بل إنها صورة مستنسخه تجدها في إمام مسجد أختلف عن البعض فأخذ موقفًا منهم، وكذلك العكس ستجدها في شخص سفيه لن يصدق أن هناك من هم شرفاء، وكذلك ستجدها في امرأة مُتدينة، أو رجل دين، يرون أن الذين ليس مثلهم غير محترمين، ستجدها في معلم ومعلمة، تشاجرا مع زميلهم فهمشهوه، وأطلقوا الأحكام المُسبقة عليه، وبأن زميلهم في العمل غير مؤهل لتعليم الأجيال، كذلك ستجدها في نُخبة من المثقفين، والكثير من فئات المجتمع التي تقوم بإطلاق الأحكام المُسبقة على الأشخاص، وهذا ليس من حقهم أبدًا.
نقطه أخرى مهمة يجب أن نعلمها، نحن جميعنا ليس من حقوقنا أن نحكم على الأشخاص بشيء ما؛ لمجرد الإختلاف معهم نحو أمر ما.
لولا الإختلاف لكنا جميعنا متشابهين، وكسد كل شيء في الحياه، فالله خلق الناس مُختلفين لحكمة ما، جل جلاله، وليست لإطلاق الأحكام المُسبقة والسخرية فيما بيننا البين، فهناك غاية سامية خلقنا الله لها، وهي عبادته وبكل الطرق التي تؤدي لكسب رضاه، وليست العكس.
والحكمة تقول: الشمس لا تشبه القمر، كلٌّ يُضيء في وقتهِ.