ضاقت عليّ كأنها تابوت 

لكن من يأبى الرجاء يموت

ياصاحبي إن رحت عنك مودعًا بعد الرحيل أينفع الياقوت؟

أنا أكره الشكوى وأكره أهلها والله يشهد أنني لصموت

لكنما سحق الزمان مشاعري وطوى يدّي بسحره هاروت

 أرأيت حيًا ميتًا متفائلًا متماسكًا وله الأماني قوتُ

هذا أنا سرقت شبابي غربتي وتنكرت لي أعينٌ وبيوت

ياصاحبي أنا كالعراق ممزقٌ أنا كالعراق بلا معين غدوت

عجّل فإن الصمت أخرس ضحكتي واضيعتاه إذا الأوان يفوت..

صاحب الأثر الطيب كريم العراقي سيبقى اسمه منقوش في ذاكرة الإبداع حتى وإن فارقنا، كريم سيظل حيًا دائمًا في قلوبنا، لطالما كبرنا ونحن نستمع لكلمات أشعاره في الأغاني العربية والعراقية، مثل: أغنية (يا أمي ) لسعدون جابر، وغيره. 

كريم عودة العراقي، لُقب ب "النهر الثالث في العراق" رفقة نهري دجلة والفرات؛ لغزارة أعماله الشعرية والفنية، وهو إعلامي وشاعر عراقي معاصر، ولد في محلّة الشاكرية في كرادة مريم في الكرخ بالعاصمة بغداد عام1955م.

كريم كان شاعرًا مُبدعًا وكريمًا في عطائه الشعري والفني، حيثُ تغنى بقصائدهِ وأشعاره العشرات من كِبار المطربين العراقيين والعرب، أمثال: رياض أحمد، سعدون جابر، كاظم الساهر، ماجد المهندس، ديانا حداد، صابر الرباعي، وغيرهم الكثير. 

كما أن موهبة كريم لم تتوقف في مجال مُعين بل إنه أشتهر بكتابة الشعر الشعبي وروايات الأطفال وتأليف الكتب والأغاني والقصص القصيرة والمسرحيات الغنائية، ومنها: الحب والموت عام 198‪3م، الوطن والثورة عام 198‪7م، وغيرها.

وبالإضافة إلى ذلك فقد قام بكتابة قصائد شعرية للأطفال، مثل "سالم يا عراق" عام 198‪9م، كما كتب مجموعة قصص وسيناريو وحوار للأفلام السينمائية، مثل: عريس ولكن، وفيلم الأطفال "الخياط المرح" عام 199‪0م، وغيرها. 

كما قام بإعداد وتقديم البرنامج التلفزيوني "في ضيافة الأغنية" عام1987م، والسلسلة التلفزيونية "مناجاة للواحد الأحد" التي عُرضت على راديو وتلفزيون العرب عام1990م. 

كريم العراقي لم يكن شاعرًا فقط، بل كان مُعلمًا في مدارس بغداد لعدة سنوات، ثم عمل مشرفًا متخصصًا في كتابة الأوبريت المدرسي، كما عمل على تشجيع المواهب ورعايتها، حيثُ يعد كريم علم من أعلام العراق الشامخ، وكان قامة فنية أدبية ذات وزن وثقل على الساحة العربية والخليجية وليس فقط في العراق. 

وقد أخذت قصائده الشعرية بالانتشار والشُهرة على نطاق واسع بين أرجاء الوطن العربي؛ لبساطة ووضوح لغتها وجمالها وصدق التعبير والاحساس، فقد ظهر مدى حبه للعراق وحنينه وشوقه لبلاده التي كان بعيدًا عنها؛ بسبب غربته التي طالت به، فمثلًا أغنية (جنة جنة) التي كتبها وغناها الفنان رضا الخياط، ومن ثم ماجد المهندس، وغيره العديد من الفناني الشباب، واعتبرت أغنية تراثية تُعبر عن مدى حُب كاتبها لوطنه العراق.

وعن مأساة الاحتلال والفتنة الطائفية، كتب كريم:

شعندك بعد ياعجب

ياما نزفنا دما وياما كتمنا غضب

كل شدة إلها فرج لاتموت لاياشعب

دمعة على وطن العراق

وماعندي غير الدمعة موقف

مانامت عيوني ولاتنام

وماداموا أطفاله ضحايا

قلبي بحزن زلزال يرجف

هذا رمضان والمنبأ والقداس

طه ويسوع وعرب وأكراد

أديان قوميات أجناس

يلحمزة يلكاظم يعباس

يابو حنيفة يكيلاني

عائلة وحدة ووطن واحد

ونوم الحبايب رأس ضم رأس

قل أعوذ وصلينا لوطننا من شر كل وسواس خناس.. 

كما حصل على جائزة اليونسيف عن قصيدته "تذكر" التي غناها بعد ذلك الفنان كاظم الساهر، وحصل على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية عام2019م.

كم كنت رائعًا وناجحًا .. نسأل الله العظيم أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته إن شاء الله.