علي خالد
علي خالد

عدن..متى تُنصف؟!

مدينة السلام التي احتضنت الكل بدون تمييز أو تهميش، من أتى إليها شعر وكأنه بين أهله وناسه لم تبخل على أحد ولم تسيء لأحد، أعطت سكانها كل خيرها بل وأمتد خيرُها إلى جوارها ،لها تاريخ عريق ومكانة عظيمة ،يعرفها القاصي والداني ، ذنبُها أنها فاتنة لكل من رئآها فطمع بها ولكن لم يحسن إليها ،لم تقبل يوماً العبودية بل كانت وعلى مدى تاريخها الكبير والعظيم حُرة أبية يعيش شعبها بحرية رغم الظروف القاسية التي تعصف بها ،هي..أول العواصم العربية التي كسرت المد الفارسي ولم تترك له مجال فثار أبنائُها وخرجوا من كل شبرِ فيها مدافعين عن كرامتها وتاريخها وصمدت صمود الجبال وقدمت خيرة أبنائها وشبابها بل وحتى كبار سنها وانتصرت لكبريائها وشهدائها ومحيطها العربي وتاريخها، وأبت إلا أن تكون مع أشقائها العرب وكانت بوابة المقاومة الجنوبية لكل العرب في مواجهة المد الفارسي، ولكن رغم هذا كله ورغم هذه التضحيات العظيمة التي قدمتها ولا زالت تقدمها إلا أنهُ لم يردَّ لها قلييييل مما قدمته؛ فقد حاربوها حرباً أخرى هي أبشع من الحرب التي خاضتها ،وأهانوا أبنائها الشرفاء وجعلوا تاريخها ومستقبلها بيد جماعة من اللصوص المتربصين الذين يكنّون كل الحقد لها؛ لأنها صمدت ولم تُكسر ،فاستخدموا حرب الخدمات وتجويع الناس وكيّهم بالأزمات المتتاليه، ثمان سنوات ولم تظهر معالمها المندثره بعد!ثمان سنوات وهي تكتوي بجحيم المسؤولين الفسدة واللصوص الذين أكلوا من خيرها ولم يعطوها حقها ،ثمان سنوات ولا زالت آثار الحرب الظالمة عليها باقية وتتوالى آثارها ،ثمان سنوات و هي لازالت  تعاني كل أنواع الظلم والقهر والتجويع تحت أنظار من هبّوا لمساعدتها ونجدتها، ثمان سنوات وهي تحتسب فيمن أذآها ؛فهل هكذا يُرد الجميل لمدينة السلام؟!، ومتى تُنصف عدن؟!.