تاملت فترة طويلة في هذه المقولة ووجدت فيها كمية من الصدق في كل حرف فيها حيث انني وبعد تأمل طويل بها ايقنت معناها الحقيقي الذي من ناحية فيها من الجمال ومن ناحية اخرى فيها من القبح والسلبية. كل شي نسبي بحياتنا لا شي كامل سوى ان البعض يصر على ان ينظر دائما الى الشيء السلبي القبيح .. في وقت يفترض علينا جميعا ان نسعى جاهدين لتجميل الامور لكي نستطيع ان نخلق لنا ولمن حولنا حياة من لا شيء.. في ظل وضع غير مستقر ويحتاج مننا كشخصيات واعية ولها دور بالمجتمع ان نعي اننا بكل ما نسعث للقيام به يرأه الله وعلى اقوالنا سنحاسب امام الله لن يكون بعدها لدينا اي مخرج من كل حرف كتبناه وبكل موضوع تطرقنا اليه دون معرفة الحقيقة عن قرب. يحز في النفس الوضع المتأزم بسبب رمي التهم جزافا فهذه من السلوكيات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة تؤذي الانفس التي لا يعلم بحالها الا الله وقد تؤدي الى إلحاق الأذى بالاخرين وقد تصل آثار هذه الأفعال إلى الهدم والمتسبب بهذا الهدم بعيد كل البعد عن الواقع الفعلي الحقيقي.. ومع الاسف إن تمعنا جيدا سنجد ان هناك العديد من الأسباب التي تدفع البعض إلى رمي التهم جزافا فبعضهم قد يكون مدفوعا بالحقد أو الغيرة أو الانتقام وقد يكون البعض الآخر يسعى إلى الشهرة أو الربح والبعض فاقد مصلحته وفقد مصالحه.. وهناك أيضا من يقومون بذلك ببساطة لأنهم لا يعرفون الفرق بين الحقيقة والكذب لا يعرفون ان الحياة ومن فيها ممكن ان تكون جيدة ان اردنا ذلك. ولان الحياة ومن فيها بنظرهم لاشي وهم فقط الصالحين متناسين انهم من خلق الله. ومهما كانت الأسباب فإن رمي التهم جزافا ونقل الكلام المنقول هو سلوك غير مسؤول وغير لائق حيث انه اصبح وارد وضار بالفرد والمجتمع ككل.. رمي التهم جزاقا على المستوى الفردي قد يؤدي إلى تدمير حياة الشخص المستهدف فقد يفقد هذا الشخص وظيفته أو منزله أو علاقاته بمن حوله وتنهد حياته.. وعلى المستوى المجتمعي يمكن أن يؤدي رمي التهم جزافا إلى انتشار الكراهية والخوف بين الناس وفقدان الثقة ببعضهم البعض وقد يصعب عليهم العمل معا وهذا الامر الذي نعيشه سلوك هادم للمجتمع ويزعزع العلاقات ويؤخر، وقد يوقف حتى عجلة التنمية بشكل عام.. لذلك من المهم أن نكون على دراية بمخاطر هذا السلوك فقبل أن نتهم شخصا او جهة او مجموعة بشيء يجب أن نتأكد من وجود دليل على صحة اتهامنا وافضل دليل ليست وثائق فقط.. وثائق والتوجه بشكل مباشر للتحقق مما وصل الينا قبل التعميم غير المنصف. نأمل ان نكون مجتمع متحضر بدلا عن مهاجمة الاخرين نخطو خطوات خير للتحقق بل علينا ان ندعم الأشخاص الذين يتعرضون لرمي الاتهامات ونكون مرشدين لهم ومعهم سنصل الى التصحيح وهذا سيعزز فينا تفعيل المساءلة المجتمعية ونتعامل بشفافية. فلا ننسى اننا قبل محاسبة الاخرين ورمي الاتهام والشوشرة اننا بشر مثلهم وأنفع شيء للإنسان أن يعتنى بتقييم نفسه أكثر من عنايته بتقييم غيره .. مهم ان ننظر للواقع حولنا والتعقيدات والمعوقات التي فيها ونضع انفسنا مكان الاخرين. دعونا نساند بعضنا وبتعاوننا جميعا سنساهم في مجتمع اكثر عدلا وأمانا.