لعلكم تتذكرون أصدقائي حينما قلت لكم، قبل أيام بأن هنآك ضغوطات أممية وتوجيهات سعودية لوقف التصعيد الاقتصادي ضد المليشيات الحوثية والتراجع الحكومي عن قرارات للبنك المركزي وطيران اليمنية ونقل المؤسسات الأممية والدولية إلى عدن..
وكيف سارع بعض الحمقى والقطيع لمهاجمتي وكأني أنا من يضغط ويوجه وليس مجرد صحفي نقل خبرا عن مسؤول رفيع برئاسة الجمهورية..
والمشكلة أن عقلية القطيع لا تستطيع ان تفرق بين توجيهات جرت وبين تنفيذها من عدمه، وأن هنآك رفض من محافظ البنك المركزي للتراجع أو وقف التصعيد باعتبار تلك القرارات من صلب الصلاحيات السيادية للبنك المركزي كسلطة نقدية مستقلة إضافة إلى وجود تباينات طبيعية داخل مجلس القيادة الرئاسي حول تنفيذ تلك التوجيهات أوالقبول بالتراجع عن تلك القرارات الحاسمة اقتصاديا من عدمه، غير أن غالبية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي مايزالون متمسكين بالقرارات وداعمين لمحافظ البنك المركزي في السير فيها .. وبالتالي يصعب تجاوز اجماعهم لابطال او تجميد القرارات، وبغض النظر عن كل الحقائق التي نعرفها جميعا حول من جاء بالمجلس الرئاسي ويدير قرارات الشرعية حقيقة؛ إلا أن الواقع يؤكد ان هناك رفضا رئاسيا معلنا لأي تراجع عن قرارات البنك المركزي بالغاء تراخيص البنوك المتمردة عن الامتثال لقرار محافظه بنقل مراكزها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، وان هناك استماتة في التمسك بالقرارات باعتبارها مصيرية حاسمة في المعركة الاقتصادية الفاصلة مع المليشيات. ناهيك عن كون المملكة بدأت مؤخرا بتغيير قناعاتها تجاه السلام المستحيل مع المليشيات ردا على تهديداتهم الغبية المستمرة لهآ، مادفعها للتحدي والتصعيد هي الأخرى بمنعها دخول أي سيارات يمنية مجمركة في مناطق الشرعية إلى اراضيها عبر منفذ الوديعة، فيما يبدو وكأنها وصلت الآن إلى قناعاته متأخرة بأن الحسم العسكري وفتح معركة شاملة مصيرية مع تلك المليشيات هو الحل الوحيد المتاح لتجنب شرها واستحالة التجاور معها..
وبالتالي فهي تنتظر فقط أول صاروخ أو مسيرة إيرانية تستهدف اراضيها، لإعادة حشد تحالف دولي أمريكي بريطاني فرنسي جوي وبحري ضد المليشيات، تزامنا مع تحريك متزامن لكل الجبهات والقوات العسكرية التابعة للحكومة الشرعية على الأرض، واطباق الحصار على المليشيات من كل اتجاهات الجبهات المحيطة بهم باعتبارهم مليشيات معتدية رافضة للسلام وهي من بدأت إشعال الحرب مجددا، كما حذرها مجلس القيادة الرئاسي في اجتماعه الطارئ امس لمناقشة تداعيات تصعيدها المليشياوي اليوم في أكثر من جبهة. #ماجد_الداعري