كشفت دراسة أن النساء الأكثر عرضة لزيادة الوزن في منتصف أجسادهن، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء. ووجدت الدراسة، التي قادتها جامعة بريستول والوكالة الدولية لأبحاث السرطان، أن النساء اللواتي لديهن أجساد تشبه شكل التفاح، أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الفتاك.
وحذر الباحثون من أن النساء معرضات لخطر أكبر مقارنة بالرجال، الذين يعانون من بطون بارزة، وهذا ناتج عن إفراز مواد كيميائية تسبب التهابا، ما يزيد من فرصة تطور الأورام. وقالت الدكتورة إيما فينسينت، من جامعة بريستول: "وجدنا أن وجود الدهون في أجسامنا قد يؤدي إلى نتائج صحية مختلفة للرجال والنساء. وهذا يمكن أن يسترشد باستراتيجيات وقائية محددة". ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMC Medicine، إلى 125915 شخصا من 45 دراسة عن سرطان الأمعاء.
وهذا النوع من السرطان، المرتبط بشدة بالسمنة، يصيب أكثر من 42000 شخص كل عام، ويسبب أكثر من 16000 حالة وفاة. وتعد الدراسة أحد أكبر الدراسات الجينية لفحص وزن الرجال والنساء وخطر الإصابة بسرطان الأمعاء. وأضافت ناتاشا باتون، مديرة المعلومات الصحية في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "من الثابت أن الحفاظ على وزن صحي يؤثر على العديد من أنواع السرطان. ومعظم الأبحاث التي تربط الوزن الزائد بالسرطان تستخدم مؤشر كتلة الجسم، ولكن هذه الدراسة تضيف إلى الدليل على أن تخزين الدهون الزائدة حول الخصر مهم أيضا". وقال جينيفيف إدواردز، الرئيس التنفيذي لـBowel Cancer UK: "تضيف هذه الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن زيادة الوزن أو السمنة وتحمل الكثير من الوزن حول خصرك، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. نحن نعلم أنه يمكن الوقاية من حوالي نصف حالات سرطان الأمعاء باتباع أسلوب حياة أكثر صحة". وفي دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، المعاهد الوطنية للصحة، كُشف أن تأثير السمنة على خطر الإصابة بسرطان القولون كبير، وأشارت الدراسة إلى أن "سرطان القولون هو ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعا". وتعتبر السمنة وقلة النشاط البدني من المحددات القوية المستقلة لمقاومة الأنسولين وفرط أنسولين الدم. وتزيد السمنة من مستويات اللبتين في الدم، الذي قد يكون مسؤولا أيضا عن سرطان القولون، ولكن الأدلة أقل وضوحا. وثبت أن اللبتين يزيد من نمو وتكاثر خط خلايا سرطان القولون. ويمكن أن تعتمد المخاطر الأخرى للإصابة بسرطان الأمعاء على العديد من الأشياء، بما في ذلك عوامل العمر والجينات ونمط الحياة. وأظهرت العديد من الدراسات أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمعالجة، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.