يؤدي الزواج غير الصحي غالباً إلى الطلاق، ولكن يمكن تجنب الوصول إلى نهاية مأساوية عبر إصلاح العلاقة، والإصلاح يحدث عندما نعرف الأسباب التي أدت إلى وصول الزواج إلى هذا المستوى غير الصحي. 1- تعامل الزوجين معاً بعدم تهذيب
الكلام والأسلوب غير المهذب ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع شريك الحياة، حتى إن كان للتعبير عن الاستياء، فالعلاقة بين الزوجين تتطلب الاحترام، أما الحديث مع شريك الحياة بطريقة غير مهذبة يُعد بمثابة رسالة أن هذا الشخص لا يستحق جهد التفكير في أسلوب مهذب للتعامل معه، وهذا مؤشر خطير لما تسير عليه العلاقة. كيفية الإصلاح: يحتاج الزوجان إلى التفكير في أسلوب التعامل معاً، قد يكون السبب أعمق من مجرد التفوه بكلمات غير مهذبة، والوصول إلى السبب الحقيقي يساعد على حل المشكلة.
أيضاً يحتاج الزوجان إلى الحديث بصراحة عن الأسلوب المناسب للتعامل معاً، والاعتذار عن الأسلوب غير المهذب الذي كانا يتعاملان به في الماضي، والتعهد ببدء عهد جديد يعتمد على التعامل بتهذيب واحترام. 2- عدم احترام الزوجين كل منهما للآخر أمام الأطفال التعامل بأسلوب غير محترم عندما لا يكون هناك طرف ثالث، يؤذي الزوجين فقط، ولكن التصرف بهذه الطريقة أمام الأطفال، يلحق الأذى بالأطفال أيضاً. كيفية الإصلاح: يحتاج الأطفال إلى رؤية أب وأم يتعاملان معاً بلطف واحترام وتعاون، أما رؤية عدم احترام كل منهما للآخر فإنه يؤدي إلى تدمير الشعور بالأمان لدى الأطفال، كما يؤدي إلى الشعور السلبي تجاه أحد الوالدين، أو التعاطف معه وأخذ جانبه طول الوقت، وبالتالي فإن النتيجة ستكون ابتعاد الأطفال عن أحد الوالدين والانحياز للطرف الآخر، وهذه علاقة غير صحية على الإطلاق، لذا يجب أن يحرص الزوجان على إظهار الاحترام كل منهما للآخر أمام أطفالهما للحفاظ على صحتهم النفسية. 3- الظن السيئ بشريك الحياة عندما يعتمد أحد الزوجين، أو كلاهما، على الظن السيئ تجاه شريك حياته، بمعنى أنه يفسر كل تصرفات الآخر بطريقة سلبية، يعزز المشاعر السلبية والاستياء داخله تجاه شريك حياته، وأيضاً يجعله يشعر بأنه عديم القيمة. كيفية الإصلاح: الإصلاح في هذه الحالة بسيط، وهو افتراض الأفضل، ألا يحاول أحد الزوجين قراءة أفكار الآخر أو الانسياق وراء الشك والأفكار السلبية، بل يعتمد على تغليب حسن الظن، وطلب التوضيح من شريك الحياة مباشرة من أجل طرد الشك وسوء الظن. 4- الزوجان لا يحبان قضاء الوقت معاً عندما يتوفر الوقت سواء كان يوم الإجازة أو وقت الفراغ أو في حالة غياب الأطفال عن المنزل، فإن عدم وضع شريك الحياة على قمة الأولويات ليكون هو الرفيق في هذا الوقت، أو إذا حدث وقضى الزوجان هذا الوقت معاً فإن الشعور السائد يكون التوتر، فهذه علامة على أن الزواج غير صحي. كيفية الإصلاح: الطريقة الوحيدة التي تقرّب الزوجان بعضهما من بعض فعلاً هي قضاء الوقت معاً، ويجب أن يكون هذا الوقت خالياً من مناقشة المشاكل أو القضايا المثيرة للتوتر، كما يجب أن يكون ممتعاً ولطيفاً ويتسم بالمرح حتى يدفع الزوجان إلى قضاء المزيد من الوقت معاً، وبالتالي يزداد القرب بينهما ويعتادان على قضاء الوقت معاً والاستمتاع به. 5- العراك بدلاً من النقاش إذا تحول كل نقاش إلى معركة شديدة اللهجة، فإن هذا ناقوس خطر ينذر بعلاقة غير صحية. كيفية الإصلاح: يجب على الزوجين تطوير طرق التواصل معاً، ووضع قوانين للنقاش بشأن مشكلاتهما، مثل عدم تبادل الاتهامات، والتحلّي بالهدوء والصبر أثناء تبادل الأفكار معاً، بدلاً من العراك.