أحياناً تلاحظين أن طفلك يسيء التصرف، ووصل إلى مرحلة من السلوكيات السيئة تستحق تدخّلاً جاداً منكِ، وفي كل مرة تتعاملين مع الأمر من جهة طفلك فقط، لكن هناك منظور آخر يجب أن تضعيه في اعتبارك، وهو أنتِ، ومدى تأثيرك على طفلك، فقد تكونين أنتِ السبب وراء سلوكياته الخاطئة.
أطفالنا هم مرايا لنا، لذا عندما يظهر طفلك نمطاً خاطئاً في التعامل، ربما عليكِ البحث عما وراء تصرفه، قد يكون الواقع مؤلماً، ولكن للأسف ربما تكتشفين أن بعض تصرفاتك العفوية هي التي تدفع طفلك نحو السلوك الخاطئ، وأن الحل لتعديل مساره، هو مراجعة تصرفاتك الخاطئة، والتراجع عنها، لا تعديل سلوك طفلك وحسب. دعينا نلقي نظرة على 3 أشياء تفعلها الأمهات، تدفع الطفل نحو السلوكيات الخاطئة.
1- أسلوب حديث الأم هل تلاحظين أن طفلك يسخر من الآخرين أو يتنمر على الغير؟ يمكن لطفلك أن يلتقط أسلوب السخرية من الآخرين وانتقادهم والتقليل من شأنهم وإطلاق الأحكام عليهم، منكِ أنتِ! قد لا تدركين خطورة أسلوبك في الحديث على طفلك، فالطفل يلتقط منكِ أسلوبك حتى في أوقات الدعابة، لذلك يجب أن تراعي ما تقولينه أمامه، وألا تسخري من أحد، أو تنتقديه، أو تطلقي الأحكام على الآخرين، وهذه تكون بداية تصحيح سلوك طفلك الساخر أو المتنمر على الغير. 2- ردود فعل الأم تظهر ردود فعلك على تصرفات طفلك، عندما يظهر الطفل رد فعل على تصرفات الآخرين أو تصرفاتك أنتِ. مثلاً إذا سكبتِ سائلاً دون قصد، أو كسرتِ شيئاً دون قصد، ولاحظتِ أن طفلك يصرخ أو لا يبالي، فعليكِ مراجعة ردود فعلك عندما يرتكب أخطاء من هذا النوع. أما إذا لاحظتِ هدوءه ومبادرته لمساعدتكِ والتخفيف عنكِ بقلب متسامح، فبالتأكيد هذه ثمار تعاملك اللطيف معه في الأوقات المشابهة، والاختياران أمامك. 3- طباع الأم طباعك تؤثر على طفلك بطريقة خفيّة، في الحقيقة هو يتشبع بطباعك لأنكِ قدوة له، مثلاً إذا كانت طباعك العصبية، أو التذمر، فستلاحظين أن طفلك عصبي، أو أنه لا يشعر بالامتنان لشيء أبداً. والعكس صحيح، فإن التحلّي بالهدوء والصبر، وإظهار الامتنان تجاه الأشياء الجيدة، والتعامل اللطيف مع الآخرين، يكتسبه طفلك دون أن تحاولي تعليمه، هو فقط يتشبع بطباعك لتصبح جزءاً من شخصيته دون أن يشعر، فحاولي باستمرار التحلي بالطباع اللطيفة حتى يتشبع طفلك باللطف.