مطالبات حكومية بالضغط على مليشيا الحوثي لقبول مقترحات السلام

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

جددت الحكومة اليمنية أمس (الأحد) مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات الحوثية للقبول بمقترحات السلام، متهمة هذه الميليشيات برفض كل المساعي الأممية والدولية لوقف القتال وتخفيف المعاناة الإنسانية في البلاد.

 

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك خلال لقائه مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي، رافقها استمرار تصعيد الميليشيات عسكريا غرب مأرب وتكثيف الخروق للهدنة الأممية في محافظة الحديدة.

 

وفيما ذكرت المصادر الرسمية أن الوزير كليفرلي سلم رسالة تهنئة للرئيس عبد ربه منصور هادي من الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة احتفالات اليمن بالعيد الوطني الـ31 أفادت بأن الوزير بن مبارك تطرق للجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة لوقف إطلاق النار تمهيدا لإحلال سلام شامل ودائم في اليمن، لافتا إلى عرقلة ميليشيا الحوثي لتلك الجهود، وداعيا لممارسة الضغوط على عليها لاتخاذ مواقف إيجابية تجاه عملية السلام. كما أشار وزير الخارجية اليمني إلى أهمية «التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض وتوحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية لتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة وتوحيد الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم».

 

ونقلت وكالة «سبأ» أن بن مبارك أكد «على أهمية دعم وتعزيز عمل البنك المركزي بما يساعد على تحقيق الاستقرار في العملة الوطنية وتحسين الأوضاع المعيشية في اليمن، وعلى حرص الحكومة على التخفيف من معاناة المواطنين واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك».

 

كما نسبت المصادر نفسها إلى الوزير البريطاني أنه عبر عن تقديره لموقف الحكومة اليمنية الإيجابي تجاه عملية السلام والمبادرات الأممية والإقليمية لوقف إطلاق النار، وأنه «أكد التزام بلاده بالمساعدة على تحقيق السلام في اليمن بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين ووقوفها إلى جانب وحدة اليمن وسيادته واستقراره».

 

وعلى مدى الأسابيع الماضية أفشلت الميليشيات الحوثية كل المساعي الأممية والإقليمية للتوصل إلى وقف للقتال بما في ذلك الهجوم الذي تشنه الجماعة على مأرب منذ أشهر، ورفض ممثلوها مقابلة المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

 

وفي أحدث تصريحات لمسؤولين في الجماعة، قللوا من أهمية التصريحات الدولية الضاغطة عليهم كما قللوا من العقوبات الأميركية التي فرضت على اثنين من قادة الجماعة بسبب مسؤوليتهما عن قيادة الهجوم على مأرب.

 

وبامتداد الأشهر الخمسة الماضية أعلن الجيش اليمني عن صد عشرات الهجمات للميليشيات غرب مأرب وشمالها الغربي وجنوبها، بخاصة في مناطق الكسارة والمشجح وجبل مراد، في حين أدت المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية خلال تلك الأشهر إلى مقتل وجرح نحو سبعة آلاف عنصر حوثي، وفق تقديرات مصادر عسكرية يمنية.

 

بموازاة كل ذلك صعدت الميليشيات من خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، سواء من حيث قصف القرى والمدن أو من خلال محاولات التسلل عند خطوط التماس.

 

ويوم أمس أفاد الإعلام العسكري بمقتل امرأتين وإصابة اثنتين أخريين بعد أن انفجر فيهما لغم زرعته الميليشيات الحوثية في إحدى القرى الواقعة جنوب شرقي مديرية حيس.

 

وفي الأيام الأخيرة ذكرت المصادر أن القوات المشتركة رصدت عشرات الخروق الحوثية في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة، حيث شملت هذه الخروق، عمليات عدائية ضد المدنيين تمثلت بقصف واستهداف منازلهم ومزارعهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في مناطق الفازة والجبلية ومركز مدينة التحيتا، وحيس والدريهمي.

 

ومنذ اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، أواخر 2018، أدت خروق الجماعة الحوثية إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، بحسب ما وثقته الحكومة الشرعية.

 

ولا تلوح في أفق الأزمة اليمنية أي حلول قريبة لوقف القتال والتوصل إلى سلام رغم المساعي الأممية والدولية والمبادرات بسبب رفض الميليشيات لهذه الجهود وإصرارها على التصعيد العسكري.

 

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن في أحدث تصريحاته أن بلاده لن تقبل بوجود المشروع الإيراني مهما كلف ذلك من ثمن، في إشارة إلى تمسك الشرعية بمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران عسكريا، بخاصة بعد أن رفضت الجماعة الخطط المقترحة للسلام.

 

ووصف الرئيس هادي سلوك الميليشيات بأنه ينطوي على الإرهاب، والحقد، والنزعة الإجرامية، والارتهان للإرادة الإيرانية الهادفة لإشعال الحروب والأزمات، وتغذية جذوتها.

 

على صعيد آخر، أعلن مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن، أن فرقه الهندسية، نزعت خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو (أيار) الجاري 2500 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

 

وبحسب ما جاء في بيان للمشروع الذي يموله مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، فإن فرقه تمكنت من نزع 1500 لغم مضاد للدبابات، و1000 ذخيرة غير متفجرة، منها 718 لغماً مضاداً للدبابات و476 ذخيرة غير متفجرة تم نزعها في مدينة عدن، فيما تم نزع 782 لغماً مضاداً للدبابات و524 ذخيرة غير متفجرة من محافظة الجوف.

 

ويرتفع بذلك إجمالي ما نزعه المشروع خلال الشهر الجاري إلى 8315 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين بلغ إجمالي ما نزعه منذ بداية انطلاقه إلى 249.366.