تواجه آلاف العائلات اليمنية النازحة في محافظة مأرب خطر الطرد من المخيمات العشوائية التي تعيش فيها، لأن هذه المخيمات أقيمت على أراضٍ مملوكة للغير كما تواجه أكثر من ستة آلاف أسرة أخرى مخاطر الطرد من المساكن لعجزها عن دفع الإيجارات الشهرية.
وفي تحديث للحالة الإنسانية في اليمن ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن احتياجات المأوى لليمنيين النازحين حديثاً عبر مأرب. تتزايد منذ بداية العام، حيث نزح ما يقرب من 24 ألف شخص من ديارهم بسبب الاشتباكات المسلحة والقصف والضربات الجوية في المحافظة التي تستضيف بالفعل ربع النازحين داخلياً في اليمن البالغ عددهم أربعة ملايين. ووفق ما جاء في التقرير أن معظم النازحين الجدد ذهبوا للبحث عن الأمان في المراكز الحضرية وحوالي 150 منطقة عشوائية، وأن تقييم الاحتياجات أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يشير إلى أن الظروف المعيشية في المستوطنات لا تزال بائسة، مع نقص إمدادات المأوى والمياه النظيفة والمراحيض والكهرباء والمرافق الصحية.
وبما أن النساء والأطفال يشكلون 80 في المئة من النازحين، فهم أكثر من يعاني من الاكتظاظ الناجم عن ذلك، وانعدام الخصوصية، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، توفر المفوضية المستلزمات المنزلية الأساسية والمساعدة القانونية والدعم النفسي والاجتماعي عبر سبع مستوطنات في منطقة صرواح في مأرب، والتي تستضيف حوالي 20 ألف فرد. بالإضافة إلى ذلك، تقوم المفوضية بتوزيع مبالغ نقدية للإيجار على أكثر من 2800 أسرة، كجزء من التدخلات القائمة على النقد لمساعدة حوالي 6000 أسرة معرضة لخطر الإخلاء.
وبينت الأمم المتحدة أن آلاف العائلات اليمنية النازحة تواجه حالياً خطر الإخلاء، وأنه وخلال الأسبوع الماضي، شاركت السلطات في مأرب قائمة تضم 2800 عائلة معرضة لخطر الإخلاء من 13 موقعاً لاستضافة النازحين داخلياً على أراضٍ مملوكة للقطاع الخاص، والتي تحتاج إلى حل لإعادة التوطين بشكل عاجل. بالإضافة إلى ذلك، تم طرد ما لا يقل عن خمس عائلات من موقع كان يستضيف نازحين من محافظة عمران من قبل المالك ونقلهم إلى منطقة أخرى داخل نفس الموقع ؛ كما وصدرت أوامر لـ28 عائلة أخرى بالانتقال إلى أماكن أخرى في الأسبوع المقبل.
كما وتقوم مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات التي تقودها المفوضية بالتنسيق مع السلطات لتجنب عمليات نزوح مماثلة في المستقبل. ونبهت الأمم المتحدة إلى أن اليمن يشهد حالياً ارتفاعاً كبيراً في إصابات فيروس كورونا، فيما يُتوقع أن يكون موجة ثالثة من الفيروس على الرغم من الفحص والمراقبة المحدود، فإن الحالات ترتفع يومياً في المحافظات في الجنوب - على الرغم من أنه يُعتقد أن الموجة الحالية أقل بكثير مما كانت عليه خلال شهري مارس وأبريل الماضيين. واعتباراً من أغسطس الجاري تشير التقديرات إلى أنه تم تطعيم 1 في المئة فقط من سكان اليمن، فيما تواصل المفوضية دعم عدد من العيادات من خلال الاختبارات والمعدات والأدوية وسيارات الإسعاف.
وأورد التحديث أن برنامج المساعدات النقدية التابع للمفوضية يمثل شريان حياة بالغ الأهمية لآلاف العائلات اليمنية واللاجئة النازحة الضعيفة منذ بداية العام.
وزعت المفوضية 54 مليون دولار أمريكي على شكل مساعدات نقدية، يستفيد منها أكثر من مليون فرد (حوالي 181 ألفاً و500 أسرة) في جميع أنحاء البلاد. وهذا يشمل ما مجموعه 971 ألف نازح يمني (156 ألفاً و500 عائلة) و32 ألفاً و500 لاجئ (15 ألفاً و500 عائلة). تكشف بيانات مراقبة ما بعد التوزيع الأخيرة أن ما يصل إلى 88 في المئة من المستفيدين أنفقوا مساعدتهم على الغذاء، وأكثر من 30 في المئة على الإيجار.