في وسط البراري النائية الأسترالية، توجد مدينة ترتفع فيها المداخن من الرمال، وتحذر العلامات الحمراء الكبيرة الناس من الوقوع في حفر غير ظاهرة للعيان.
هنا تقع كوبر بيدي، المدينة التي يعيش سكانها تحت الأرض، فما بدأ في عام 1916 كأكبر عملية تعدين في العالم، توسع منذ ذلك الحين إلى مدينة كاملة تحت الأرض، بعيداً عن حرارة الصيف الحارقة في المنطقة.
ويتم تثبيت غرف النوم والمكتبات والكنائس والمقاهي بالكامل في الجدران المنحوتة تحت الأرض في كوبر بيدي، وبعد 100 عاماً من العيش في هذه "المخابئ"، لا ينوي السكان تركها والعيش فوق سطح الأرض. وتقع كوبر بيدي في جنوب أستراليا، على بعد أكثر من 1000 ميل من كانبيرا، ويشار إلى المنطقة باسم عاصمة الأوبال في العالم، ويعني اسمها "كوبر بيدي" بلغة السكان الأصليين: الرجل الأبيض في الحفرة.
وترتفع درجات الحرارة بشكل كبير في المنطقة، وحتى في الظل يصعب ممارسة أي نشاط، وما يزيد الأكور سوءاً ندرة الأمطار التي يمكن أن تخفف من شدة الحرارة. وسكن السكان الأصليون المنطقة لفترة طويلة، في حين انتقل عمال المناجم إليها لأول مرة إلى المدينة في عام 1916، وبعد الحرب العالمية الأولى، عاد الجنود إلى بلادهم وبدأوا العمل في التعدين.
وتشير الدراسات إلى أن كوبر بيدي كانت مغطاة بمياه المحيط، مما ساهم بإنشاء المناجم، وعندما انحسر عنها، ملأت المعادن الثمينة المكان، ومنحت السكان مصدراً هاماً لجني المال. ومع تحول التعدين إلى عمل ثابت، بدأ سكان كوبر بيدي في تحويل مناجم العقيق المهملة إلى مخابئ دائمة، وصنع معظم السكان المحليين منازل داخل الحجارة الرملية.
والفرق الوحيد بين المنازل العادية التي يقطنها الناس فوق الأرض والمنازل في كوبر بيدي، أن هذه الأخيرة لا تصلها أشعة الشمس، بحسب صحيفة بيزنس إنسايدر.