عبدالباسط القطوي
عبدالباسط القطوي

الإعلامي الحربي «أبو شادي» إنموذجًا مشرقًا

في العام 2015 شهد الجنوب أحداثًا دامية عصفت بالبلاد حيث تجدد الغزو اليمني للجنوب للمرة الثانية والذي كان بلباس مجوسي شيعي كانت تلك اللحظة الفارقة التي قرر فيها الكثيرون التخلي عن دورهم وواجبهم تجاه الوطن الجنوبي في ظل تلك الأجواء المشحونة بالحرب والخوف تخلى العديد من الإعلاميين عن تغطية الأحداث، وآثروا البقاء بعيدًا عن خطر المواجهة، خوفًا على أرواحهم، أو هروبًا من المجهول الذي كان يلوح في الأفق، هنا اختار محمد مقبل أبو شادي أن يلتحق بالمقاومة الجنوبية مع أولئك المجاهدين، مُعبرًا عن قصصهم البطولية، مُؤكدًا أن الإعلام سيكون أداة فعالة في محاربة الظلم وانتصارًا للحقيقة، صوته كان يتردد في أرجاء الوطن، يُشعل الحماس في قلوب المقاومين ويعزز من معنوياتهم.

ومع استمرار المعارك الضارية طوال مرحلته النضالية، ظل أبو شادي يتنقل بين الجبهات، من جهة الضالع إلى جبهة كرش إلى أخرى...، يحمل الكاميرا لم يكن لديه خيار سوى الاستمرار في معركة الدفاع عن الأرض والشعب بكل جهوده لم يمل أو يكل يومًا، ولم يسعَ إلى الشهرة أو الثناء، بل كانت دوافعه تنبع من رغبته العميقة في تسليط الضوء على أولئك الذين يسطرون تاريخ النضال، ليلتقط مآسيهم مُحولًا إياها إلى سرديات تمجد شجاعتهم ونضالهم وتضحياتهم.

نال الإعلامي أبو شادي نصيبه من الإقصاء الذي تعرض له الكثير من رفاقه الأبطال الذين سلكوا القتال الإعلامي والعسكري فقد أثرت بصماتهم في كل الجبهات، وخطت أقلامهم وصورت عدساتهم لصحف والقنوات العالمية على الملاحم والبطولات التي تحققها المقاومة الجنوبية، وهؤلاء الأبطال الشجعان قلة قليلة لا يتجاوزون عدد الأصابع، ولكن عزيمتهم باقية لا تتزعزع كان لهم الدور الكبير في انتصار المعارك على الواقع، هكذا عاهدوا الوطن والشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل قضيتنا العادلة والنبيلة.

 

وفي كل معركة يلتحق فيها أبو شادي يلتقط الصور، يوثق الانتصارات الباهرة التي يحققها الأبطال، ويروي قصص الشجاعة التي تجسد روح المقاومة والتضحية والفداء، ظل يعمل بلا كلل لنقل الرسائل الحقيقية عما يحدث على الأرض، مخاطبًا العالم الخارجي ليكون شاهدًا على ما يدور في رحاب المعارك الضارية التي يخوضها الأبطال ضد الجماعة الضالة المجوسية الكهنوتية بعدسته المتواضعة، ويتنقل بين جبهة وأخرى ليسجل كل تفاصيل المعارك وصمود أبطالنا، وكتب تاريخ الأبطال والشهداء لتظل هذه الانتصارات والتضحيات لجيل بعد جيل، ومن خلال قلمه، استطاع أن يكون لسان حال الأبطال الذين يواجهون المد الحوثي، موثقًا بشجاعة تضحياتهم في كل المعارك، ابتدأ من معركة تحرير الضالع وتاليها جبهة كرش ثم تطهير العاصمة عدن من فلول الإرهاب، ليعود حاليًا إلى جبهة الضالع يؤدي دوره الوطني.

 

لكن في هذا السياق، وبعد أن أشرقت شمس الحرية ومنحة الامتيازات والتكريمات، وارتفعت رايات المناصب، وجدنا أشخاصًا يتسلقون القمم، لا نعرف من أين أتو، ولا نعلم أين كانوا خلال تلك الأحداث العظيمة، لم نرى لهم صورة أو قصة تحكي عنهم، لتعزز انتصارات المقاومين الأبطال، ولكن من كان يستحق أن ينال كل ذلك وبكل حقد وفساد، حرموا  وهُمشّوا الشباب الذين أثرت بصماتهم بكل موقف حرج مر به الوطن وكان من أولئك الشباب الذين نالوا نصيبهم من الإقصاء والتهميش الشاب المجاهد المقاتل الصحفي محمد مقبل أبو شادي الذي عرفناه وعهدناه بكل فخر وكبرياء، يقف في مقدمة الصفوف، في خط النار الأول، يحمل عدسته المتواضعة ليوثق الأحداث والانتصارات التي تحققها المقاومة الجنوبية في وقت خشى فيه الكثيرون من الاقتراب من هذه المعارك.

لذا هذه الرسالة لكل من يتربعون على تضحيات الابطال في هذه الوطن سيظل الصحفي محمد مقبل ابو شادي نجم ساطع في سماء الإعلام بنوره وبقلمه الساطع يضيء سماء وطننا الجنوبي