بعد الإعلان عن فتح مطار صنعاء... هل يتم تمديد الهدنة في اليمن؟

تقارير وحوارات
قبل سنة 1 I الأخبار I تقارير وحوارات

أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على تسيير أولى الرحلات الجوية من مطار صنعاء بوثائق سفر "أنصار الله" إلى المملكة الأردنية، وفق الهدنة السارية حاليا التي ترعاها الأمم المتحدة وتتطلع إلى تمديدها والوصول لمفاوضات شاملة لإحلال السلام.

هل تساعد تلك الخطوة في قبول صنعاء لتمديد الهدنة والجلوس للتفاوض... أم أن أنصار الله ترى أنها لم تحقق ما تم الاتفاق عليه من جانب التحالف وبالتالي قبول هدنة جديدة مضيعة للوقت دون جدوى؟

بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني في صنعاء، اللواءعبد الله الجفري، ما يتم التصريح به من قبل دول التحالف ونسمعه في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالهدنة والسلام، لا يبعث على الإطمئنان على الإطلاق.

النوايا الصادقة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، حيث يتم الإعلان عن مبادرات ووساطات وهدنة وغيرها طوال السنوات الماضية وجميعها يبوء بالفشل، نحن ندرك اليوم أن السعودية ودول التحالف لا ترغب في السلام وليس لديها نوايا صادقة، لذلك تقوم بتمرير تلك الشطحات وهذا الاستعلاء والاستكبار، الذي يتناقض يوما بعد يوم، وما حدث مؤخرا بشأن الهدنة هو خير دليل على ذلك.

وتابع الجفري، بأن التحالف قد قَبل باتفاقية عبر الأمم المتحدة و بضمانات إقليمية متمثلة في سلطنة عمان وبشروط محددة، وهى حق مشروع لأبناء الشعب اليمني، فكان من أهم شروط تلك الهدنة هو فتح مطار صنعاء وتنفيذ رحلتين أسبوعيا إلى القاهرة والأردن، علاوة على السماح بدخول ناقلات النفط وتبادل الأسرى بأعداد وأسماء محددة، وكانت الهدنة تتحدث عن الملف الإنساني وتعد مدخل أساسي ورئيسي للتمهيد لأي تسوية سياسية قادمة، لكن بكل أسف أثبتت الأسابيع الست الماضية أنهم لا يريدون السلام ولا يطبقون ما تم الاتفاق عليه بإشراف دولي وضمانات إقليمية، لذا تجدهم يختلقون الحجج للتهرب من الالتزام، وهى حجج لا تنطلي على أحد.

وضع مؤسف

وأشار إلى أنه عندما يتم الاتفاق بضمانات دولية وإقليمية، هذا يعني أنه تم التوافق بين الجميع على الملف الإنساني، هم اليوم يراهنون ويربطون بين الملف الإنساني والعسكري، اليوم الأمم المتحدة وضعت نفسها في وضع مؤسف جدا وأصبحت اليوم هى جزء من هذا العدوان، لأنها لم تستطيع فرض ما تم الاتفاق عليه في الهدنة الأخيرة وهى طرف أساسي ورئيسي فيها، وتشير بأصابع الاتهام إلى من تخلف ورفض هذا الاتفاق، وكان يفترض أن تكون هناك إجراءات صحيحة وصارمة.

الثقة مفقودة

وأكد الخبير العسكري أنه لا توجد هناك أي ثقة مطلقا بهذا النظام وهذا التحالف، لأنهم يبحثون فقط عن كيفية استغلال المواطن اليمني وظروفه المادية والاقتصادية والصحية، واليوم تجاوزنا الأسبوع الثاني من الشهر الثاني للهدنة الحالية دون تحقيق شىء يذكر، وما يثار إعلاميا الآن أن الأمم المتحدة تريد تمديد الهدنة الحالية والتي تنتهي بعد أسبوعين إلى ستة أشهر، وهذا الكلام غير موضوعي وغير منطقي، فالتحالف يريد استغلال عامل الوقت من خلال تلك الهدنة لترتيب أمور كثيرة جدا، لذا فأرى أن أي تمديد لهذه الهدنة غير مقبول من جانبنا وكان هناك أشياء يجب تنفيذها في الهدنة الحالية وهو ما لم يحدث، ما أوجد نوع من عدم الثقة في التحالف أو الأمم المتحدة الذي أصبح دورها سلبيا للعام الثامن على التوالي، ولم تلتزم حتى بموقف الحياد، وعلى كل حال نحن لا نرفض السلام المشرف وإذا أرادوا ذلك فنحن جاهزون.

ضغط كبير

في المقابل يقول الباحث والمحلل السياسي اليمني، عبد الستار الشميري، إن حجم الملف المتعلق بفتح مطار صنعاء والضغط عليه كان كبير جدا، وربما فتح المطار كان النقطة الوحيدة التي ينتظرها الحوثيون من تلك الهدنة، وقد وافقوا على تلك الهدنة التي قاربت على الانتهاء كي يظفروا بأمرين، أولهما دخول السفن النفطية عبر ميناء الحديدة وهو ما وفر لهم سيولة مادية كبيرة قدرت مبدئيا بما يعادل 100 مليار يمني خلال الشهر الماضي من الإيرادات التي دخلت، والشرط الثاني فتح مطار صنعاء، ومارس الحوثيون عبر سلطنة عمان ضغطا شديدا لفتح مطار صنعاء، وكانت هناك إشكالية تتعلق بوثائق السفر، حيث تشترط الحكومة الشرعية أن تكون الوثائق رسمية في حين يريد الحوثيون أن تكون الوثائق تابعة لهم.

حل وسط

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، توصل الطرفان عبر وسطاء دوليين إلى حل وسط، حيث يتم السفر بتلك الوثائق الحوثية، ثم يتم استبدال تلك الجوازات والوثائق في الأردن بجوازات ووثائق من الحكومة الشرعية كحل شكلي.

وتابع الشميري، هذا التوافق الشكلي ربما كان سببا في تأجيل الرحلات لأكثر من 20 يوما، وبالفعل تم تسيير أولى الرحلات اليوم، وهذا الموقف يؤكد على أن التفاصيل سوف تستهلك القضية اليمنية، وأن الوصول إلى عملية سلام أصبح بعيد جدا، لأن مواضيع بسيطة وصغيرة تأخذ وقتا كبيرا جدا كتسيير رحلات جوية، وحتى الخزان النفطي صافر، رغم توفير الأموال التي ستعمل على إصلاحه لا يزال عالقا، الحرب ستطول والوقف المؤقت للقتال حتى إن تم تجديده سوف يبقى بلا ضمانات وأتوقع لها الانفجار في معارك مستمرة ومتفرقة في أي لحظة كانت.

أعلنت وزارة الخارجية اليمنية إعادة جدولة أول رحلة طيران بين صنعاء وعمّان غدا الاثنين لتخفيف معاناة اليمنيين.

وقال أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، في تدوينة على "تويتر"، اليوم الأحد، إن أول رحلة طيران من مطار صنعاء إلى مطار عمّان الدولي ستنطلق بعد جهود كبيرة قادتها الحكومة اليمنية بدعم من التحالف العربي والمبعوث الأممي.

 

ولفت إلى أن تعاون الأردن مع اليمن أسهم في إنجاز هذا الأمر من أجل تخفيف معاناة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.

وأعرب تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي إلى اليمن، عن تقديره للجهود التي بذلها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لتسهيل إجراءات بدء الرحلات الجوية بين صنعاء وعمان.

ولفتت وكالة "عمون" الأردنية أن هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن وافقت على منح الخطوط الجوية اليمنية الموافقة على تشغيل رحلات جوية مباشرة بين صنعاء وعمان.

ومنذ التاسع من أغسطس/ آب عام 2016، يفرض التحالف العربي بقيادة السعودية، حظرا على رحلات الطيران في مطار صنعاء، حيث تم إيقاف جميع الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها.

ويتطلب تسيير رحلات الطيران من مطار صنعاء تنسيقا وتصريحات مع قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يسيطر على الأجواء اليمنية.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا بدعم من تحالف عسكري عربي تقوده الرياض من جهة أخرى، لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الجماعة ومنها العاصمة صنعاء منذ أواخر 2014.

وأودى الصراع في اليمن بحياة نحو 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، بحسب تقارير للأمم المتحدة.